قوم ثمود، هم القوم الذين أرسل الله تعالى إليهم نبيه الكريم صالحا – عليه السلام -، أما هو سبب تسميتهم بهذا الاسم، وذلك لأنهم ينتسبون إلى جدهم الأكبر ثمود. أما نسب ثمود فقد اختلف فيه، فهناك من قال أنه يعود بالنسب إلى عاد، فهو ابنه وعاد هو بن عوص بن أرم، وهناك من نسب ثمود إلى عامر بن أرم بن سام. عاشت ثمود في المنطقة المعروفة اليوم باسم مدائن صالح وهي المعروفة أيضا باسم مدينة الحجر، والحجر هي المنطقة الواقعة في الشمال من جزيرة العرب، وتقع أيضا إلى الجهة الجنوبية الشرقية من قرية مدين التي أرسل الله تعالى فيها نبيه شعيبا ولكن بعد ذلك.
كانت ثمود تشرك في عبادتها مع الله الأوثان التي لا تضر ولا تنفع، ومن هنا فقد أرسل الله تعالى إليهم نبيه الكريم صالح، لهدايتهم ودعوتهم إلى الطريق السليم الذي فيه نجاتهم، وعتقهم من نار جهنم، وعذاب الله تعالى يوم القيامة، ولقد عانى معهم هذا النبي الكريم كما عانى باقي الأنبياء مع أقوامهم، وأعرضوا واستكبروا استكبارا رهيبا. وبعد جدالات رهيبة بين صالح وقومه طلبوا منه أن يأتيهم بمعجزة كبيرة وضخمة تدل على صدق ما أرسل به، فبعث الله تعالى بهم الناقة التي نسبها إلى ذاته الشريفة ليعظم من شأنها، وأخرج الناقة من الصخرة. وهذه الناقة تمتاز بمميزات منها أنها تأكل وتشرب في يوم وتمتنع في اليوم التالي، لتتيح الفرصة للقوم ليأكلوا ويشربوا، وكانت سلامة القوم مرهونة بسلامة هذه الناقة العظيمة، إلا أن العند والاستكبار الذي احتل محلا عظيما في هؤلاء الناس، أبيا إلا أن يعقرا الناقة، فعقرت، فأرسل الله تعالى عليهم عذابه الشديد الذي أهلكهم وأخذهم بجريرة أعمالهم وسوء فعلهم، وجعل من قريتهم هذه مكانا تؤخذ منه العبرة والعظة.
احتلت مدينة الحجر أو مدائن صالح مكانة عظيمة عبر التاريخ فبعد أن أهلك الله تعالى ثمودا فيها بقرون، أصبحت هذه المدينة من حواضر المملكة النبطية التي لا تضاهيها في المكانة إلى مدينة البتراء الوردية الواقعة في جنوب الأردن، والتي تبعد عن المدائن ما يقترب من 500 كم تقريبا. كما وكانت هذه المدينة هي العاصمة الرئيسية للملكة المسماة بمملكة لحيان والتي تواجدت في شمال الجزيرة العربية. أما في يومنا هذا فهذه المدينة لها أهمية وفائدة سياحية كبيرة، فهي من المعالم السياحية والأثرية البارزة في المملكة العربية السعودية وشبه الجزيرة العربية، وهي واحدة من مواقع التراث العالمي.