النفخة الأولى في الصور
وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن النفخ في الصور وموت الناس جميعا لبعثهم يوم القيامة من أجل الحساب، واختلف العلماء فيما بينهم عن تحديد عدد النفخات التي تنفخ في الصور قبل قيام الساعة، فمنهم من رجح بأن عددها ثلاث نفخات من أمثال ابن الكثير وذهب في ذاك إلى الحديث الطويل الذي روي عن النبي -عليه الصلاة والسلام- ومنه: "ثم نفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا"، رواه مسلم.
ومعنى الليت هنا إمالة العنق لسماع صوت النفخ، وهي تدل في هذا السياق على نفخة الفزع وهي النفخة الأولى في الصور، تليها نفخة الصعق، وهي النفخة الثانية ومن ثم نفخة القيام من الموت وهي النفخة الثالثة والأخيرة، بينما ذهب مجموعة أخرى من العلماء من أمثال القرطبي إلى الاعتقاد بأن عدد النفخات في الصور تقتصر على نفختين، وذلك لاعتبارهم بأن الفزع والصعق مترافقان مع بعضهما البعض، ولا يفصل بينهما زمن حيث يحدث كل منهما خلال النفخة الأولى، تليها نفخة النشور وهي النفخة الثانية.
الملاك الموكل بنفخ الصور
خلق الله عز وجل إسرافيل وهو واحد من الملائكة الكرام، وإلى جانب إسرافيل خلق الله تعالى الصور، وهو بوق ذو صوت عظيم لا يعلم حجمه وصدى صوته إلى الله تعالى، ووكل الله تعالى لإسرافيل مهمة النفخ في الصور منذ أن خلقهما، ومن صفات إسرافيل بأنه لا يشيح نظره عن العرش منذ بداية خلقه في انتظار أن يأمره الله تعالى في النفخ في الصور النفخة الأولى لبدء الفزع.
أهوال النفخة الأولى في الصور
حال سماع مخلوقات الله الموجودة على الأرض وفي السماوات لصوت النفخة الأولى في الصور يفزع كل منهم إلا من أراد الله له ألا يفزع، والفزع هنا الخوف الشديد، كما يحشر الله الوحوش وباقي المخلوقات، ثم تبدأ التغيرات السفلية التي تحدث على الجبال والأرض، وهي مرتبة كالتالي:
- ترفع من أماكن وجودها وتدك دكة واحدة.
- تتخذ الجبال صفة العهن المنفوش، وهو شكل الصوف بعد نفشه باليد.
- تتحول الجبال إلى هباء، والهباء هو الرماد المتطاير من النار عند اندلاعها، حيث تتفتت الجبال حتى تتحول إلى فتات صغير الحجم شبيه بالهباء، فإذا ما طار في الجو اختفى وصار سراب.
- تسير كالسحاب، فعلى الرغم من المظهر الشامخ والمتماسك للجبال إلا أنه إذا مرت بها الرياح وضربتها سارت معها كأنها سحاب.
- تتحول إلى سراب، فحال سير فتات الجبال مع الرياح تختفي عن الأنظار كأنها لم تكن، فيصبح شكل الأرض مستويا وتبدأ بالارتجاج بمن عليها من مخلوقات.