علامة نبوة الرسول عليه السلام
في إحدى الرحلات التي كانت تقوم بها قريش إلى الشام من أجل التجارة، اصطحب أبو طالب ابن أخيه محمد عليه الصلاة والسلام، وفي أثناء الرحلة حدث شيء عجيب فقد نزل القوم بمنطقة ببلاد الشام اسمها بصرى، وكان فيها راهب اسمه بحيرا يتعبد في صومعته، وقد رأى هذا الراهب غمامة تظل رسول الله دون الآخرين، كما رأى الشجرة التي يستظل تحتها تضم أغصانها حوله، فسارع هذا الراهب لدعوة القوم إلى طعام حتى يتبين حال محمد عليه الصلاة والسلام وقد كان عنده علم بالتوراة والإنجيل، وعندما تبين حقيقة محمد عليه الصلاة والسلام من العلامات و دلائل التي رآها وخاتم النبوة على كتفه دعا عمه أو طالب ووصاه عليه وطلب منه أن يأخذ حذره من يهود، وقد كانت هذه الحادثة إحدى المبشرات التي أنبأت بقرب ابتعاث النبي عليه الصلاة والسلام واصطفائه ليكون للعالمين هاديا ومبشرا ونذيرا.
نزول الوحي على النبي عليه السلام
كان النبي عليه الصلاة والسلام معروفا بالتزامه بالأخلاق الحسنة حتى كان يكنى بالصادق الأمين، وأول ما كان يعاينه النبي عليه الصلاة والسلام من أمر الوحي الرؤيا الصادقة، حيث كان يرى في المنام رؤى تتحقق كفلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء والوحدة فكان يخرج من بيته في كل سنة ويشد الرحال ومعه زاده نحو غار يسمى بغار حراء يقع على بعد أربعة كيلو مترات من المسجد الحرام، وفي هذا الغار وفي إحدى المرات التي كان النبي يتعبد ويتحنث فيها جاءه الملك جبريل فقال له اقرأ، قال محمد عليه الصلاة والسلام: ما أنا بقارئ، فغطه الملك حتى بلغ منه الجهد ثم أرسله وقال: اقرأ، فقال ما أنا بقارئ، فغطه مرة ثانية ثم قال له اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، فراع النبي ما رأى وعاين فذهب مسرعا إلى السيدة خديجة قائلا زملوني زملوني، وأخبر خديجة بالخبر فطمأنته بأن الله لن يضيعه لما فيه من الصفات والأخلاق الكريمة، ثم فتر الوحي فترة حتى حزن النبي لذلك، وفي يوم من الأيام وبينما كان النبي يسير في طريقه إذ رفع بصره إلى السماء فشاهد جبريل يجلس على كرسي ففزع النبي من ذلك المشهد، وذهب إلى بيته قائلا زملوني زملوني فنزلت الآيات: (يا أيها المدثر قم فأنذر)، وبعدها تتابع الوحي تتابعا شديدا.
بعدها حمل النبي عليه الصلاة والسلام الرسالة، وأعد نفسه لتبليغها للناس أجمعين وتحمل في سبيل ذلك الأذى والصد ولم تغره كنوز الدنيا وزخرفها حتى مكن الله لهذا الدين.