الحسن والحسين رضي الله عنهما
خص النبي عليه الصلاة والسلام سبطيه الحسن والحسين بمحبة قلبية خالصة، فقد كانا الحفيدين الوحيدين له من ابنته السيدة فاطمة رضي الله عنها، كما أنهما ابنا الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، الذي كان من أقرب الناس إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقد بلغ حب النبي الكريم لهما أن نزل يوما من على منبره قائلا: (رأيت ابني هؤلاء فلم أصبر، وقد كان يلاعباهما، ويقبلهمها كثيرا، ويعوذهمها من الشيطان الرجيم، فقد كانا ريحانتاه من الدنيا).
وقد روت أم سلمة رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة والسلام كان في بيتها، يوما فدخل عليه حفيده الحسين، وعندما رآه النبي رق له قلبه، ومسح على جبينه، وبكى حتى سمع له نشيج، وقال: إن جبريل جاءني فأخبرني أن ابني هذا سيقتل وجاءني من تربة المكان الذي سيقتل فيه، وكان هذا المكان هو كربلاء، فتعرف على ما هى سيرة الحسين بن علي رضي الله عنه وأين كان مولده؟
مولد الحسين رضي الله عنه
ولد الحسين بن علي رضي الله عنه في المدينة المنورة، في السنة الرابعة للهجرة، وقد أراد أبوه علي رضي الله عنه أن يسميه حرب، ولكن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام سماه حسينا، كما أذن في أذنه وعق عنه في يومه السابع، وتصدق بوزن شعره فضة، ولقد ظل الحسين بن علي في كنف بيت النبوة بضع سنين تربى فيها على أخلاق النبوة، وتشرب قيم الإسلام من منهلها الصافي، وقد قال النبي فيه: حسين مني وأنا منه، اللهم إني أحبه فأحبه وأحبب من أحبه، كما وصفه النبي الكريم وأخاه بأنهما سيدا شباب أهل الجنة.
ونظرا لصغر سن الحسين بن علي في عصر النبي عليه الصلاة والسلام، لم يشارك في المعارك والفتوحات، وإنما شب في عصر كثرت فيه الفتن، وتفتحت عيناه على الخلافات والصراعات، التي نشبت بين المسلمين على الحكم والخلافة، وقد أثر في شخص الحسين رضي الله عنه ما حدث لأبيه الإمام علي رضي الله عنه، من خذلان وعداء من القريب والبعيد، كما لم يرض تماما عن الموقف الذي قام به أخوه الحسن بن علي حين تنازل عن الخلافة لمعاوية، وبعد وفاة أخيه الحسن تولى يزيد الخلافة من بعد أبيه معاوية، فكان الحسين من الذين رفضوا مبايعة يزيد ورحل إلى مكة وبقى فيها حتى راسله أهل الكوفة، ووعدوه بالنصرة، فكان نتيجة ذلك أن خرج الحسين مع أهله إلى العراق ليتصدى لهم جيش يزيد، وتحصل معركة شديدة في كربلاء تنتهي باستشهاد الحسين وسبعين من أهل بيته، في حدث هز مشاعر ووجدان المسلمين إلى يومنا هذا.