صحراء تاكلاماكان
تحتل الصين المركز الأول من حيث المساحة وعدد السكان في العالم؛ حيث تتنوع الطبيعة الجغرافية في الصين تنوعا واضحا، فإلى شمال غرب الصين سنتحدث عن إحدى الصحاري المشهورة في الصين، وهي صحراء تاكلاماكان، وأصل الكلمة يعود إلى الأصول التركية، وتعني هذه الكلمة التخلي عن المكان، وصحراء تاكلاماكان هي أكبر صحراء في الصين، و من الصحاري الكبيرة في العالم.
موقعها
تقع صحراء تاكلاماكان في آسيا الوسطى شمال غرب الصين، في حوض تاريم الموجود في مقاطعة شينجيانغ الصينية ( shijingshan)، وتبلغ مساحة الصحراء 323,750 كيلومترا مربعا، أي ما نسبته ثلاث وستون بالمئة تقريبا من مساحة حوض تاريم، وما نسبته سبع وأربعون بالمئة من مساحة الصين، أي ما يعادل مساحة بريطانيا وهولندا وإيرلندا مجتمعة، وتحتل المركز السابع عشرة من حيث المساحة على العالم.
ويحيط بالصحراء من الجنوب جبال كونلون، وجبال بامير وتيان شان في الشمال والغرب، وأما من الشرق فتقع صحراء غوبي، وتعد صحراء taklimakan تاكلامكان الصحراء الثانية الرملية المتحركة في العالم، حيث تشكل الكثبان الرملية ما نسبته خمس وثمانون بالمئة من مساحة الصحراء.
طبيعتها الجغرافية
تعتبر هذه الصحراء من الصحاري المدمرة التي تستمر بالزحف الصحراوي دون أي مانع؛ وهذا نتيجة قلة الأمطار التي تسقط عليها، فهذه الصحراء جافة جدا، وكذلك بسبب العواصف الرملية التي تسببها الرياح الشمالية الغربية، والشرقية وتساهم هذه الرياح بزحف الصحراء إلى الجنوب، ويتميز المناخ فيها بالمناخ الصحراوي البارد، بسبب تعرضها للكتل الهوائية المتجمدة القادمة من سيبيريا، وكذلك قلة الأمطار التي تحجزها جبال الهيمالايا عنها.
آثار زحفها الصحراوي
في صحراء تاكلاماكان الكثير من الآثار التاريخية، حيث يوجد أكثر من أربعين موقعا أثريا فيها، وتم اكتشاف الكثير من المومياوات التي تعود إلى السلالات الصينية القديمة، وكذلك الآثار التي تعود إلى العهد البرونزي، فالصحراء تقع ضمن طريق الحرير في آسيا الوسطى، فلا عجب من المدن التي سكنت هذه الصحراء قديما، ومع الزمن دمرت رمال الصحراء الكثير من المدن، بسبب العواصف الرملية فيها، وكذلك الرمال المتحركة التي تشكل اثنين وثمانين بالمائة من الصحراء، وتتركز هذه الكثبان المتحركة في جنوب الصحراء، وهي من أسوأ المناطق البيئية في العالم، وواجهت الحكومة مشكلة زحف رمال صحراء تاكلاماكان عن طريق زراعة الأشجار في شمال الصين، في سبيل الحد من هذا الزحف الخطير، وتشكل الأشجار مصدات طبيعية للرياح، ولتثبيت أكثر للكثبان الرملية لمنعها من التوغل للمناطق الأخرى.