تاريخ الأرض يتعلق بتطور كوكب الأرض من تشكيله وحتى يومنا هذا. وقد ساهمت جميع فروع العلوم الطبيعية تقريبا في فهم الأحداث الرئيسية التي وقعت في الماضي على سطح الكرة الأرضية. إن عمر الأرض هو ما يقارب من ثلث عمر الكون، ولقد حدث كم هائل من التغيير البيولوجي والجيولوجي في تلك الفترة الزمنية.
تشكل كوكب الأرض
الأرض تشكلت منذ حوالي 4.54 مليار سنة من قبل تراكم من السديم الشمسي، حيث إن إطلاق الغازات البركانية ربما خلق جو البدائية والمحيطات، ولكن لم يحو الغلاف الجوي آنذاك تقريبا أي أكسجين وكان يمكن أن يكون ساما للإنسان والحياة الحديثة.
كان جزء كبير من الأرض منصهرا بسبب الاصطدامات المتكررة مع الهيئات الأخرى التي أدت إلى النشاط البركاني الشديد. ويعتقد أن أحد التصادمات الكبيرة جدا كان مسؤولا عن تشكيل القمر. ومع مرور الوقت، برد كوكب الأرض وتشكلت القشرة الصلبة.
الحياة الأولى على الأرض
ظهرت أشكال الحياة الأولى في الفترة ما بين 3.8 و 3.5 بليون سنة. وأقرب الأدلة للحياة على الأرض هي صخور الجرانيت التي يبلغ عمرها حوالي 3.7 مليار، حيث اكتشفت في غرب دولة غرينلاند.
كما تم اكتشاف الحفريات للحصيرة الميكروبية ( إحدى الكائنات الدقيقة التي تتكون بشكل أساسي من البكتيريا )، والتي وجدت في الحجر الرملي الذي يبلغ من العمر 3.48 مليار سنة، وقد اكتشفت عن طريق التصوير الضوئي في أستراليا الغربية والتي ظهرت منذ بليون سنة، وقامت بإثراء الغلاف الجوي بالأكسجين.
ظلت الحياة في الغالب صغيرة ومجهرية حتى قبل حوالي 580 مليون سنة، حيث نشأت الحياة متعددة الخلايا المعقدة، فخلال العصر الكمبري تعرضت الأرض لتنويع سريع من معظم الكائنات الحية الكبيرة، ويقدر أن أكثر من تسعة وتسعين في المئة من جميع الأنواع التي يصل عددها إلى أكثر من خمسة مليارات نوع، والتي عاشت على الإطلاق على الأرض قد انقرضت. والتقديرات بشأن عدد الأنواع الحالية في الأرض تتراوح بين عشرة ملايين وأربعة عشر مليون نوع، منها حوالي 1.2 مليون تم توثيقها.
التغير الجيولوجي على الأرض
تغيرت طبيعة الأرض الجيولوجية والبيولوجية منذ ظهور الحياة الأولى، وقد لعبت حركة الصفائح التكتونية دورا رئيسيا في تشكيل محيطات الأرض والقارات، وكذلك الحياة التي تؤويها، كما أن المحيط الحيوي، في المقابل، كان له تأثير ونتائج كبير على الجو والظروف غير الحيوية الأخرى على هذا الكوكب، مثل تشكيل طبقة الأوزون، وانتشار الأكسجين، وخلق التربة.