الصلوات المفروضة
فرض الله تعالى على عباده من المسلمين خمس صلوات في اليوم والليلة، وبعدد ركعات يصل إلى سبع عشرة ركعة، حيث تعتبر هذه الصلوات على رأس قائمة الفروض في الشريعة الإسلامية، وهي الواسطة الأهم في الاتصال ما بين العبد وربه، وبالتالي التخفيف وانقاص من حجم المعاناة النفسية التي تثقل كاهل الإنسان خلال تعاملاته اليومية المتعددة، وخلال رحلة السير في الأرض التي اختص الله بها الجنس الآدمي دونا عن غيره.
من بين هذه الصلوات الخمس تلك الصلاة التي تأتي في المنتصف، والتي تدعى باسم صلاة العصر، وهي من الصلوات الهامة، والتي ورد في أهمية وفائدة الحفاظ عليها العديد من الآثار الشريفة الهامة، وهي لا تختلف عن باقي الصلوات من حيث طريقة الأداء، وفيما يلي بيان ذلك.
طريقة أداء صلاة العصر
صلاة العصر أربع ركعات، تؤدى بالطريقة الاعتيادية للصلاة من دون زيادة أو نقصان؛ حيث يبدأ المصلي بالتكبير، ثم بقراءة دعاء الاستفتاح، فسورة الفاتحة، فما تيسر من كتاب الله، ثم يركع، ثم يقوم، ثم يسجد مرتين، ثم يقوم لأداء الركعة الثانية بالطريقة نفسها، وبعد انتهائه من السجدة الثانية من الركعة الثانية يجلس ويقرأ التشهد، ثم يقوم ويأتي بركعتين أخريين، دون قراءة شيء من القرآن الكريم بعد الفاتحة، وبعد أن ينتهي من السجدة الثانية من الركعة الرابعة، يجلس، ويقرأ التشهد، فالصلاة الإبراهيمية، ثم يسلم معلنا انتهاء صلاته.
أحكام حول صلاة العصر
وقد جاء النهي عن الصلاة بعد صلاة العصر، وحتى غروب الشمس، وذلك فيما أورده أهل العلم، بما ورد من آثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما فيما يتعلق بالصلوات التي لها سبب شرعي؛ كصلاة تحية دخول المسجد، فهناك اختلاف فيها؛ حيث ذهب بعضهم إلى كراهتها، في حين ذهب البعض الآخر إلى جواز فعلها والقيام بها، هذا وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رحم الله امرءا صلى قبل العصر أربعا)، وهو من الأحاديث الحسنة وفق بعض أهل العلم.
أما فيما يتعلق بتأخير صلاة العصر عن موعدها، فإن ذلك من الأعمال المنكرة، التي يأثم فاعلها، لذا فإن على من قام بذلك لغير سبب أو علة شرعية المبادرة في طلب المغفرة والعفو من الله تعالى، مع المداومة على أدائها في وقتها بعد ذلك، وقد جاء في الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله). ومن هنا فإنه ينبغي على المسلم الحفاظ على أداء هذه الصلاة وباقي الصلوات في أوقاتها، وعدم التساهل في ذلك أبدا.