تفسير ابن سيرين لرؤيا البحر
تدل رؤية البحر في المنام على منصب عالي مثل السلطان العادل الذي على خلق، أو من الملوك والحكام والعلماء والوزراء والأرواح القوية، وهي تأتي من باب القوة من الخطر الذي قد يصيب به أو عطائه وسخائه، وكذلك موج البحر يدل على رجال تتبع لشخص عالي المنصب أو حججه أو صولاته وأوامره.
وفي تفسيرات أخرى يقول ابن سيرين بأن البحر يدل على الفتنة الهائجة التي تطال الكثير والمضطربة التي قد تصيب وبشده، وسفن البحر هي عصمة الله تعالى لمن عصم مثل سفينة نوح عليه السلام، وسمك البحر الهائج هو أهلها الذين لا يرحم صغيرهم كبيرهم أو الخاطئون الذين يأكلون مال بعضهم ويهلكون بعض وأنفسهم من العامة أو الرؤساء والحكام وأصحاب المناصب.
بشكل عام فإن رؤية البحر الهادئ الأمواج احسن وأفضل من حيث الخير والتفسير من رؤية البحر الهائج الأمواج أو الماء الكثير الزاحف أو الأمواج المضطربة، وما ينطبق على البحر من تفسير فهو تماما ما ينطبق على المحيط لأنهما في الفهم عبارة عن سطح كبير جدا من الماء من وقع في منتصفه لا يرى الشاطئ الآخر.
يقول ابن سيرين أن من يرى نفسه قد دخل البحر يسبح أو يصيب الماء في جو بارد أو الشتاء أو شعر بالبرد والارتجاف ورياح قارصة في منامه نزل به البلاء من الحاكم بالسجن أو العذاب، أو يصيبه مرض أو فتنة مهلكة، وإذا غرق في ذلك الشعور والموضع فإنه يموت في ذلك الأمر الذي سيصيبه.
وقد يدل البحر على جهنم وتدل السفينة على الصراط المستقيم الذي يمشي فوقه كل البشر في الآخرة، فمنهم من يتجاوزه بسرعة البرق أو ببطء ليصل إلى قرب الجنة، ومنهم من يسقط في جهنم أسفل منه. أما بالحديث عن الأمواج فهي بحسب قوتها وعنفها أو صفائها وضعفها من حيث الخير والشر وتفسير الرؤيا تبعا لذلك، وكذلك يختلف رؤية البحر من البحيرة عن المحيط الكبير عن مستنقع صغير أو القليل من الماء.
تفسير رؤية البحيرة الصغيرة
رؤية البحيرة الصغيرة في المنام هي تفسر بأنها المرأة ذات اليسار، تحب المباشرة أو الجماع لأن البحيرة ثابتة لا تجري بها المياه، وتقتل من يقع فيها إذا كانت عميقة ولا تدفعه لأعلى أو للشاطئ لينجو مثل البحر أو المحيط الكبير.
تفسير رؤية أن يكون الشخص في مكان ويرى البحر بعيدا أو انه يصعب عليه الوصول للماء
فهذا في تفسيره يدل على أنه سيرى هولا وتعبا قريبا، ويفسره بطريقة أخرى بأن رؤية الماء أو البحر في المنام بعيد عن النظر بأنه الاقتراب من شيء كان يرجوه الرائي في حياته.
تفسير رؤية أن الماء أو البحر قد جف
من يرى في منامه أن الماء قد جف أو البحر قد تيبس مكانه وذهب مائه وجف أو عم الجفاف في بلاده من الماء أو حبس المطر فإنه دليل على ذهاب الدولة، أو ذهاب السلطة إلى أيدي تضيع البلاد، أو ذهابها من أيدي من ينسب إليه أو خسارة كبيرة أو احتلال للدولة وضرر، أما إن رأى الماء قد عاد أو وجده في مكان آخر قريب فإنه دليل على عودة الدولة بعد فتنة أو نزاع تمر به لفترة.
تفسير رؤية من دخل البحر و أصابه من قعره وحل أو طين
من رأ أنه دخل البحر و أصابه من قعره وحل أو طين أصابه هم من الملك الأعظم أو من سلطان ذلك المكان. ومن قطع بحرا أو نهرا إلى الجانب الآخر قطع همسا وهولا أو خوفا وسلم منه. وقال بعضهم: من رأى البحر أصاب شيئا كان يرجوه، ومن رأى أنه خاض البحر فإنه يدخل في عمل الملك ويكون منه على غرر، فإن شرب ماءه كله فإنه يملك الدنيا ويطول عمره، ويصيب مثل مال الملك أو مثل سلطانه، أو يكون نظيره في ملكه. فإن شربه حتى روي منه فإنه ينال من الملك مالا يتمول به مع طول حياته وقوته، فإن استقى منه فإنه يلتمس من الملك عملا ويناله بقدر ما استقى منه، فإن صبه في إناء فإنه يجني مالا كثيرا من ملك أو يعطيه الله تعالى دولة يجمع فيها مالا، والدولة أقوى وأوسع وأدوم من البحر، لأنها عطية الله. ومن اغتسل من البحر، فإنه يكفر عنه ذنوبه ويذهب همه بالملك. ومن بال في البحر، فإنه يقيم على الخطايا. ومن رأى البحر من بعيد فإنه يرى هولا، وقيل يقرب إليه شيء يرجوه. ورؤية البحر هادئا خير من أن تكون أمواجه مضطربة. أقواما وتفقر آخرين. ورياحه أرزاقها وأقبالها وحوادثها وطوارقها وأسقامها، وسمكه رزقها، وحيوانه ودوابه آفاتها وطوارقها وملوكها ولصوصها، وموجه همومها وفتنها. سلطانا إن كان ذلك في الصيف وفي هذه البحر، أو يسبح في العلم ويخالط العلماء، أو يتسع في الأموال والتجارة على قدر سبحه في البحر واقتداره على الماء، فإن غرق في حاله ولم يمت في غرقه ولا أصابه وجل ولا غم، تبحر فيتعرف ما هو فيه، ومنه قولهم غرق فلان في الدنيا وغرق في النعيم والعلم ومع السلطان، فإن مات شي غرقه فسد دينه وساء قصده في مطلوبه، لاجتماع المولد والغرق. أما إن دخله أو سبح فيه في الشتاء والبرد أو في حين ارتجاجه، نزل به بلاء من السلطان إما سجن أو عذاب، أو يناله مرض واستسقاء ورياح ضارة، أو يحصل في فتنة مهلكة. فإن غرق في حينه قتل في محلته أو فسد دينه في فتنة.