هل تجوز الاستخارة في الطلاق؟
قد شرع الله لنا الطلاق وشرع لنا الاستخارة في كل أمورنا ما دامت هذه الأمور مباح فعلها شرعاً أو عند الخيارات بين أمرين وتصيبنا الحيرة في خيارات الاحسن وأفضل من بينهم، والأمور التي لا يجب الاستخاره علىها هي الأمور المكروهة أو المحرمة فلا يمكن ولا يجوز الاستخاره فيها.
وقد ورد عن أهل الفقه وعلماء الأمة بأن الاستخارة لا تكون في الواجبات أو المحرمات أو المكروهات.
وتكون فقط في الأمور المباحة والأمور الحلال والخيارات بين أمرين كلاهما حلال.
دعاء الاستخارة للطلاق
والدعاء ورد كالتالي:
“اللهم إني استخيرك بعلمك، واستقدرك بقدرتك، واسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (وتقول الأمر) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه. وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (وتقول الأمر مرة أخرى) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم ارضني به”.
وهذا الدعاء يقال بعد ركعتين من غير الفريضة، ويفضل أن يصلى قبل النوم، وعلىك الوضوء واللجوء الى الله، وتصلي ركعتين وفي سجودك تقول هذا الدعاء النبوي أو بعد الانتهاء من السلام وندعو الله بهذا الدعاء ونسأله أن ييسر لنا الخير حيثما كان فبيده وحده الخير والتوفيق.
أهمية ومنفعه صلاة الاستخارة في الإسلام
يجب أولاً معرفة ما هو ما هى الاستخارة؟ وهي تعني التوكل على الله (سبحانه وتعالى) وتفويض الأمر كله له واللجوء إليه حيث أن الخير كله بيديه، والرضا بقضائه وقدره ولا يؤمن أحدنا أذا لم يصدق بهذه الأمور ويقتنع ويرضى بها ويسأله التوفيق.
أهمية ومنفعه صلاة الاستخارة تأتي من إيماننا بالله وقدرته على الخيارات لنا وتكمن أهميتها فى عدة ما هى اسباب:
- هى تعين المرء على المضي قُدمًا، وتحدد له طريق الخير، ويتوكل على الله ويسلم أمره له.
- ثمارها عظيمة وكثيرة أهمها التقوى والورع وإخلاص النية لله (عز وجل).
- طمأنينة القلب والثقة فى الله وأن الخيارات الأصح هو بيده وحده.
- إزالة الحيرة وتفويض الأمر كله لله.
- اتباع السلف الصالح في مداومتهم علىها وإكثارهم منها في كل شئونهم.
حكم الطلاق في الشريعة الإسلامية
يعد الطلاق من الأمور الحلال شرعاً لا خلاف فى هذا، ولكن يبغضها الله (جل وعلا) بين الناس وهذا لنا يترتب علىه من انهيار الأسرة المسلمة، ويُعرّض أطفال المسلمين لكثير من المشاكل وعيوب النفسية والاجتماعية، ولكن هو غير محرم شرعًا، وهذا لما ورد عن النبي (صل الله علىه وسلم) “إن أبغض الحلال عند الله الطلاق” وبرغم ضعف الحديث إلا أن معناه صحيح.
وقد حثنا ديننا الحنيف على التحلي بالصبر والمثابرة على صعاب الحياة حتى تستقيم الأمور ويعتاد كلا الزوجين على حياتهما، وحتى لا نكون عرضة الى المفاسد وعلىنا مجاهدة النفس وإصلاح النفوس بالصبر والإيمان بالله، ويجب على كلا الزوجين مراعاة حقوق الآخر.
على الزوجة احترام زوجها ورعايته ومساعدته وعلى الزوج إعطائها حقوقها الشرعية التي أوجبها الله وإعالتها مادياً حيث أن المرأة التي لا تطيع زوجها فالطلاق أولى بها بعد أن يكون حاول معها كثيراً وحاول تقويمها بشتى الطرق ووسائل وعاد الى أصحاب العقل والمشورة.
وقد أوصانا حبيبنا المصطفى (صلى الله علىه وسلم) أن نترفق بالزوجة فإنها ضعيفة وهشة تحتاج الى رعاية واهتمام، ايضا قال (علىه الصلاة والسلام): “رفقاً بالقوارير”، فقد شبه المرأة بالقارورة وكم هي هشة مثلها وتحتاج الى عناية ورعاية، ولكن عندما لا يوجد فرار من الطلاق فتسريح بإحسان ايضا أوصانا المولى.
شروط الطلاق للمرأة
أولاً: أن يباح عند الحاجة له.
ثانياً: يكره لعدم حاجته.
ثالثاً: إذا كان يتسبب فى ضرر لها.
رابعاً: يجب للإيلاء ويتم تحريمه للبدعة.
ايضا ورد عن شيخنا ابن عثيمين -رحمة الله علىه- في قوله:
“يباح للحاجة بمعنى حاجة الزوج، فإذا احتاج هذا فإنه مباح له كمثل أنه لا يستطيع الصبر على زوجته، وطبعًا يجب الاستخاره قبل إتمام الأمر، واللجوء الى الله وسؤاله الخير فى هذا الاختيار”.