نشعر أحيانا بأن بعض العادات السيئة تسيطر على حياتنا, و نرغب في التخلص منها بطريقة أو بأخرى, و لكننا نفشل في ذلك في معظم الأحيان, و ذلك لأن هذه العادات السيئة تنشأ في داخلنا بطريقة محكمة تجعل أمر التخلص منها يبدو صعبا, إذا لم يتم أتباع طريقة مبرمجة بشكل صحيحة, و لكن كيف تنشأ العادات السيئة؟
في الواقع أن كل عادة سيئة لها محفزات خارجية تشعل فكرة تبنيها في داخلنا مثل العادات والتقاليد,المفاهيم الاجتماعية الخاطئة أو رفاق السوء و غير ذلك, و لكنها ليست سبب إدمان هذه العادة على الأغلب, فالعادات السيئة تبدأ من خلال الأفكار السلبية, فتجدنا نحدث نفسنا برغبتنا في تبني هذه العادة السيئة, و نفكر بها في كثير من الأحيان, مما يجعلها راسخة في عقلنا الباطي, و الظاهر, و هو المصدر الحقيقي لثبات هذه العادة وصعوبة التخلص منها, ثم سرعان ما ننتقل إلى مرحلة تطبيق هذه الأفكار, بعد أن أكتسبت شرعيتها بالنسبة لعقولنا التي ناقشتها كثيرا و تبنتها, و بعد أن نمارس هذه العادة و نجني شيء من نتائجها التي توقعناها, نجد أنفسنا ندخل في حلقة من التكرار, لا بد من كسرها للتخلص من هذه العادة.
تعرف على ما هى طرق وخطوات كسر العادة السئية؟
بناءا على معرفتنا بالطريقة التي نشأت فيها هذه العادة, فلا بد من أيجاد استراتيجيات معينة تقلب الأية, و تسير على مبدأ استبدال العادة السيئة بأخرى حسنة, و هي على شكل مجموعة من الطرق وخطوات نلخصها بما يلي:-
بما أن العادات السيئة تكتسب قوتها من الأفكار السلبية, فالخطوة الأولى هي أن تحدث نفسك بالأفكار الإيجابية, لتبني عادة تحل مكان العادة السيئة, و أفكار تناقش مضار العادة السيئة عليك, و ذلك يجب أن تأخذ وقتك, حتى تشعر بأنك قادر على الإنتفال إلى المرحلة التالية و التي ستكون تطبيقية, فأنت بذلك تقابل الأفكار السلبية بالإيجابية, و تؤسس لكسر العادة بنفس الطريقة التي أسست بها لتبنيها.
تحديد موعد معين وصارم لبدأ كسر هذه العادة, و بدء التطبيق الفعلي, و ذلك بعد التأكد من الإعداد العقلي المناسب لذلك.
إعداد بيئة مناسبة لكسر العادة, تخلو من المغريات التي تفقدك الإرادة و العزيمة على كسرها, و كذلك التغيير في كل ما يحيط بهذه العادة, مثلا الابتعاد عن المحفزات الخارجية مثل أصدقاء السوء, أو معدات التدخين و كل الظروف التي تشعرك برغبة في القيام بذلك إذا كنت ترغب بكسر عادة التدخين مثلا .
لا تترك نفسك للفراغ, فمكان هذه العادة السيئة, يجب أن تجد دائما عادة أخرى إيجابية, تحل مكانها, وتشغل الفراغ الذي يخلفه كسر العادة السيئة, حتى لا تجد نفسك تعاود إليها, فمثلا إذا كنت ترغب التوقف عن مشاهدة التلفاز قبل النوم لأن ذلك يعد عادة سيئة, فلماذا لا تبدأ القراءة بدل مشاهدة التلفاز, و لكي لا تحتار ماذا تفعل في هذا الوقت الذي أصبح شاغرا بعد كسر هذه العادة.
تلقي الدعم ممن حولك, إذا كان لديك شخص أو أكثر يقدمون لك الدعم من أجل كسر العادة السيئة, فإن ذلك قد يسهل المهمة أكثر فأكثر, و إذا استطعت القيام بكسر هذه العادة مع مجموعة من أصدقائك أو معارفك الذين يشتركون معك بها, فهذا سيكون احسن وأفضل بكثير من مواجهتك للمشكلة منفردا.
مكافأة نفسك, قد يبدو ذلك سخيفا أحياننا, و لكن عليك إيجاد طريقة تشكر نفسك على كل مرة تكسر فيها هذه العادة, لتجد في داخلك الدافع للاستمرار في ذلك حتى تصبح عاداتك السيئة جزءا من الماضي الذي لا يعود.
لا بد أن تتذكر أنك إذا ما كنت مدمن على عادة سيئة, قد يكون من السهل أن تسيطر عليك من الجديد, و حتى بطريقة أسهل من المرة الأولى, لذلك عليك محاربة الأفكار السلبية, و الظروف التي تذكرك بعاداتك السيئة, و تمنع نشأتها من جديد.