يتفنن العشاق حول العالم باستحداث طقوس وتقاليد للتعبير عن حبهم , ويبحثون باستمرار عن الخلود له, و تعد أقفال الحب من أكثر هذه التقاليد رواجا حول العالم , فتعرف على ما هى أقفال الحب؟

يعتقد أن هذا التقليد بدأ في الصين , حيث يقوم العشاق بكتابة أسمائهم على أقفال ومن ثم تعليقها في مكان بارز , ورمي المفتايح بعد إغلاق الأقفال من أعلى أحد المرتفعات وكأنهم يرمزون إلى إغلاق أرواحهم على هذا الحب و بشكل أبدي .

و برغم أن هذا التقليد صيني المنشأ إلا أن مدينة باريس أصبحت القبلة الأولى لتعليق هذا الأقفال , إذ يعج الجسر فوق نهر السين بالأقفال التي علقها زوار هذا المدينة, ويرى البائعون على أطراف الجسر أن الدخل الذي يأتيهم نتيجة بيع هذا الأقفال أعلى بكثير مما يحصلون عليه من بيع البطاقات و الهدايا الأخرى.

أما في إيطاليا فإن مفجر الظاهرة كان فلما لأحد الكتاب الإيطالين , والذي عرض فيه هذا التقليد مما جعل العشاق يقبلون عليه و يتخذون أماكن محددة في المدن الإيطالية المختلفة لتعليق هذه الأقفال , و الغريب أن هذه الظاهرة بدأت تصل إلى جميع أنواع الجسور فهي لم تتوقف عند الجسور التاريخة والأثرية كتعرف ما هو الحال في باريس , بل إن هذه الأقفال علقت في مدينة “فنغ يوان” التايوانية على جسر القطار , وليس عبثا إنما عن اعتقاد أهل المدينة بأن المجال المغنطيسي الذي يصنعه القطار بمروره على السكة الحديدية يعطي طاقة كبيرة كفيلة بحتقيق هذه الأمنيات والرغبات بدوام الحب و أبديته , و الأطرف من ذلك أن للجسور المخصصة لمرور المشاة في الدنمارك نصيبها من هذه الأقفال أيضا.

من الجدير بالذكر أن هذه الأقفال التي تجذب المراهقين بالدرجة الأولى , أصبحت تزعج فئات متعددة أخرى , حيث أن بلدية باريس أصبحت ترى أن هذه الأقفال بدأت تشوه صورة التراث المعماري للمدينة , وكذلك الناشطين في مجال البيئة الذين يرون أن المفاتيج التي ترمى في نهر السين لها أثرها السيء على البيئة حالها حال الأقفال التي بدأت تصدأ من طول المدة .

أما في موسكو , التي وصلها هذا التقليد أيضا فقد وجدت حلا مناسبا بايجاد أشجار من هياكل معدنية مخصصة لتعليق هذا الأقفال, ويرى المهتمين بشؤون البيئة أنه من الضروري صناعة هذه الأقفال من مواد آمنة بيئيا.

بقي أخيرا أن نشكر الله أن هذه الظاهر لم تصل إلى مجتمعنا العربي بعد .