انتشرت في الأونة الأخيرة الحميات التي يقوم خبراء التغذية بإعدادها حسب نوع الدم, و التي تصف قائمة من الطعام المناسب لنوع معين من الدم, و أخرى يحذر تناولها, و لكن السؤال هنا ما تأثير ونتائج نوع الدم على الطعام الذي نتاوله؟

تقوم فكرة الحميات المعتمدة على النوم الدم, على أحد المكونات البروتينية في الطعام, و التي تسمى اللكتين, تقوم هذه المركبات بالتفاعل من الأجسام المضادة المختلفة بطرق ووسائل مختلفة, و بما أن كل نوع من أنواع الدم له أجسام مضادة خاصة به, فالبتالي فإن كل نوع من دم قادر على التفاعل بطريقة إيجابية أو سلبية مع بروتين اللكتين الموجود في أنواع الأطعمة المختلفة, مما يجعل بعض أنواع الطعام مناسبة لنوع معين من الدم, في حين أنه غير مناسبة لنوع أخر, و من هنا و اعتمادا على بروتين اللكتين تم وضع قائمتين من الطعام لكل نوع من الدم, أحداها مرغوبة, و الأخرى غير مرغوبة, و بناء عليها يضع خبراء التغذية الحميات الخاصة بكل شخص, تبعا لنوع دمه.

و بالرغم من الرواج الذي يلقاه هذا النوع من الحميات الغذائية, إلى أن الاثباتات العلمية القائمة على الدراسة و التجربة ما زالت تنقصه, و يتوجه عدد من الخبراء لنقد هذا النوع من الحمية, و اتهامها بأنها غير حقيقية, فما حجتهم في ذلك؟

من الناحية النظرية, فنظرية تفاعل اللكتين مع الأجسام المضادة في الدم أمر صحيح و مثبت علميا, و لكن من ناحية الحمية فالأمر مختلف, إذ أن عدد الأطعمة التي تحتوي على بروتين اللكتين هي قليلة جدا, و إذا نظرنا إلى طبيعة الأطعمة التي يصفها خبراء التغذية في هذه الحميات, فسنتجد أن جزء قليل منها يعتمد على النظرية العلمية في تفاعل اللكتين مع الأجسام المضادة في الدم, و باقي ما تبقى من الحمية مختار بطريقة عشوائية, و قائم على احتساب السعرات الحرارية و الحصص الغذائية الموصى بها للشخص بشكل يومي, أي أنها في واقع الحال ليس معتمدة على نوع الدم كما يعتقد الكثير بل هي أنظمة غذائية اعتيادية, و استخدام نوع الدم كمعيار لاختيار الحمية تعرف ما هو إلا الألق الذي يجعل المعظم يقبل على هذه الحميات لشعوره بأنها قائمة على أساس علمي صحيح.