يشعر الأباء بالقلق بشان الشخير ومشاكل وعيوب التنفس عند الأطفالهم و هم نيام, مثل التنفس من الفم, أو انقطاع التنفس و غيرها, و خصوصا في سنوات الطفولة الأولى, و على مايبدو أن هذا القلق في مكانه, فبناءا على الدراسة التي أجرتها مجموعة من المختصين بمشاكل وعيوب النوم وطب الأسرة, تبن أن الأطفال الذين يعانون من هذه المشاكل وعيوب التنفسية أثناء النوم أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات السلوكية و العاطفية.
و تعد هذه الدراسة أكبر الدراسات التي قام بها الباحثون بهذا الخصوص, إذ شملت 11 ألف طفل لديهم مشاكل وعيوب في التنفس, بالتعاون مع أبائهم في جميع تقارير عن عادات النوم و السلوك لديهم, ليتبين فيها بعد أن 40%-100% هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل وعيوب سلوكية هامة مثل العدوانية و فرط النشاط و المشاكل وعيوب العاطفية, و يقول الدكتور كارين بونك أستاذ طب العائلي و الاجتماعي في كلية ألبرت انيشتاين في برونكس – نيويورك, و أحد أهم المشاركين في هذه الدراسة أن هناك عدد كبير من الدراسات التي تحدثت عن ارتباط مشاكل وعيوب التنفس بالمشاكل وعيوب السلوكية لدى الأطفال, و لكنها كانت تقام على عينات بسيطة, و لكن هذه الدراسة أكدت تلك النتائج بعينة كبيرة تمت مراقبتها و جمع تقاريرها لمدة ست سنوات, و هذا ما يجعل نتائجها تدق ناقوس الخطر لتنبه الأباء لمثل هذه المشكلة.
و الجدير بالذكر هنا الدراسات تشير إلى أن ما يقارب 10% من الاطفال يعانون من الشخير المنتظم, و نسب أقل تعاني من انفطاع التنفس خلال النوم.
و بالرغم من أن نتائج هذه الدراسة على موثوقية عالية نظرا لعدد أفراد العينة و المدة الزمنية التي قطعتها الدراسة في مراقبة الاطفال و جمع البيانات, و لكن تفسير هذه النتيجة سريريا ما زال قيد البحث القائم على احتمالين, أحدهما يقول أن الشخير ومشاكل وعيوب التنفس يقلل من وصول الأكسجين إلى الدماغ, مما يعني حرمان الطفل من الحصول على نوم صحي كافي, يجعله يشعر بحالة من النعاس الدائم التي يقاومها الطفل الميال إلى النشاط والتعلم في هذه المرحلة, باصدار الضجيج و العنف.
و التفسير الثاني يقوم أن عدم وصول الأكسجين إلى الدماغ في هذه المرحلة الحيوية من بناء الدماغ بشكل كافي نتيجة هذه المشاكل وعيوب التنفسية, يؤدي إلى اضطرابات في القشرة الدماغية الامامية, مما يؤدي إلى مشاكل وعيوب السلوك وعدم الانتباه, و فقد القدرة على تنظيم الذات.
ومهما كان التفسير, فبمثل هذه النتائج التي أظهرتها الدراسة أصحب حريا بالأباء مراقبة التنفس الأطفال أثناء نومهم, و مراجعة الطبيب المختص في حال وجود أي مشكلة.