مرض الوسواس
أطلق عليه علماء النفس أيضاً مرض (العصاب القهري) أو (اضطراب الوسواس الجبري)، ويعد (فرويد) أول من وصف هذا المرض وعرّفه بكتابه الذي ألفّه عام 1917 م (مقدمة عامة للتحليل النفسي) بأنه ينتج عن انشغال وتشوش عقل المريض بأفكار سلبية تسيطر عليه وشعوره بحدوث اندفاعات غريبة بتصرفاته وردات فعله التي تفقده القدرة على التحكم والامتناع عنها، وقام في عام 1973م العالم النفسي (وولمان) بوصفه لهذا المرض بأنه يتميز بسيطرة واقتحام التفكير السيء أو سلسلة من الأفكار الغير مرغوب بأفعالها واندفاعاتها التي تستحوذ على المريض ويصعب الحد منها أو إيقافها، وتعود الإصابة بهذا المرض إلى العديد من العوامل والمسببات، وسنتعرف في هذا المقال على ما هى اسباب الوسواس.
ما هى اسباب الوسواس
وصف علماء وفقهاء الدين هذا المرض بالخبيث، لأنه من عمل الشيطان ومسّه الذي يصيب الإنسان في لحظة ضعف وسهو خلال صلاته ومشاكل وعيوب حياته اليومية، ليستفرد به ويدخله بدوامة الأوهام والتخيلات والظن والشك وقد يصعب الشفاء منه، ليكون السبب الرئيسي له هو عدم الالتزام بالفرائض والابتعاد عن ذكر الله وشريعته، ومن ما هى اسباب الوسواس الأخرى ما يلي:
- يلعب دور الوراثة والتأثر بشخصية الوالدين دوراً كبيراً كأحد ما هى اسباب الوسواس.
- أكثر ما يصيب من يعانون من النحافة في بُنيّة وتكوين أجسامهم.
- يعود ظهوره إلى ما هى اسباب فسيولوجية وخاصة لدى الأطفال الغير مكتمل لديهم الجهاز العصبي، والإصابة بنوبات عصبية متكررة واضطرابات بالموجات الكهربائية في الدماغ.
- بسبب عادات بيئية مكتسبة مثل تقليد سلوك الأباء أو الكبار القهري، او نتيجة فقدان الشعور بالأمان والإحباط والتهديد في الحرمان، والتنشئة التربوية والاجتماعية الخاطئة التي تعتمد على التشدد والقسوة والتسلط والعقاب.
- وجود ما هى اسباب نفسية مثل عدم الثقة بالنفس ومشاعر الكبت والتمرد والصراع بين الخير والشر وبين إشباع رغبات عدوانية او جنسية والخوف من العقاب وعقدة تأنيب الضمير والندم.
أعراض الوسواس
- الإكتئاب والانطواء وحرمان النفس ومنعها من أشياء كثيرة بالحياة، كذلك قلة الاهتمامات والميول بسبب تركيز المريض على الأفكار السلبية والسلوك المتسلط.
- ترك الصلاة واستحواذ الأفكار المتسلطة والمشككة ومشاعر الاتهام والعدوانية كالشك والاعتقادات في خلق الله وبالموت والآخرة.
- عادات شاذة والتفكير الإجتراري بترديد بعض الأغاني أو الأقوال بسلوك سيئ ومُزريّ.
- الشعور المبالغ بعقدة الذنب والضمير الحي، والتمسك بالعناد والجدية الزائدة وعدم التسامح بشكل غير طبيعي.
- الاستسلام للاعتقادات الخرافية كالسحر والشعوذة والتشاؤم والخوف والقلق من وقوع الكوارث والتوقع لأسوء الاحتمالات والاسترسال بأحلام اليقظة والهروب بالنوم.
علاج و دواء الوسواس دينياً
- العودة إلى الله عز وجل وذكره والاستغفار.
- الالتزام بالفرائض والصلاة في وقتها.
- المداومة على قراءة القرآن الكريم وتفيد تلاوة السور التالية يومياً للتخلص من القهر والوسواس وعلاجه سريعاً وهي (سورة البقرة، يس، الرحمن، الفاتحة، الإخلاص، آية الكرسي، المعوذات).
علاج و دواء الوسواس طبياً
- يحتاج مريض الوسواس الى علاج و دواء عضوي وتناول العقاقير أو عمل جلسات صدمات كهربائية وتنويم المغناطيسي.
- يفيد العلاج و دواء النفسي في الوقوف على الما هى اسباب والتعرف على أعراض حالة الوسواس لدى المريض، ومساعدته في الانتهاء والتخلص من مشاعر الخوف والقلق وزيادة ثقته بنفسه وتشجيعه على التفكير البنّاء وتوجيه سلوكه نحو الطبيعي والإيجابي.