يعد البيض من أنواع الأطعمة المهمة التي توفر للجسم مجموعة من المواد و العناصر الغذائية التي تلعب دورا أساسيا في صحة الإنسان, و لكن و للأسف أن هناك مجموعة من الناس لا تستطيع تناوله و ذلك بسبب وجود حساسية تجاهه تمنعهم من ذلك, كما أن على الأباء و الأمهات أكتشاف مثل هذه الحساسية من خلال اعطاء البيض بجرعات بسيطة للطفل, و مراقبته بشكل دقيق لعدة ساعات, و في حال ظهور أي عرض غريب على الطفل يراجع مباشرة الطبيب المختص, فهذه الأعراض قد تكون قاسية أكثر على الرضع, مما يجعل إدخال البيض إلى برنامج الطفل الغذائي أمرا دقيقا يتوخى فيه الحذر, و في حال وجود هذا النوع من الحساسية فإنه سيكون محروما من تناول البيض لمدة طويلة, و قد يكون طوال حياته.
و نظرا لأهمية وفائدة البيض من الناحية الصحية فقد قرر مجموعة من الباحين إجراء بعض التجارب من أجل إنتاج بيض لا يسبب الحاسسية عند تناوله من قبل الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الحساسية, و هذه الأبحاث غير قائمة على التعديلات الجنية, والتي تسيطر على عالم الأبحاث الغذائية هذه الأيام, بل يقوم على فكرة عزل المواد الأربعة وهي عبارة عن البروتينات المسببة للحساسية, و الموجودة في بياض البيض, و تعديلها ثم حقنها مجددا في البيضة, لتنتج بعد ذلك دجاجة قادرة على وضع البيض الذي لا يسبب الحساسية, و معنى ذلك سلالة جديدة من الدجاج الذي ينتج بيضا أمنا للاستهلاك من قبل الأشخاص المصابون بحساسية البيض.
و يقول البروفسور تيم دوران قائد فريق البحث الأسترالي الذي يعمل على هذه الدراسة, أنهم قضوا نحو 3 سنوات في العمل على هذا المشروع, من أجل تعديل البروتين, و عدم اللجوء إلى التعديل الجيني, و أن مثل هذا النوع من البيض لن يكون متاحا في الأسواق قبل 10-15 سنة من الأن, و هذا منطقي عند الحديث عن مراقبة أثر هذه المنتجات التي تسبب لغطا كبيرا و فحصها لأعوام طويلة, و لكن مثل هذه الأبحاث قد تصل بنا إلى عالم من الأطعمة الامنة.