تتعرض بعض النساء بعد عملية وضع الجنين إلى حالة من الاكتئاب بدرجات متفاوته, تعود لما هى اسباب نفسية و اجتماعية مختلفة, و قد تستمر هذه الحالة لديهن لمدة تزيد عن تسعة أشهر, و لكن هل لكأبة بعد الولادة أثر على طول قامة الطفل؟
قد يبدو الربط بين تقدم طول الطفل و كأبة ما بعد الولادة لدى الأم, أمرا غير منطقي من وجهة نظر المعظم, و لكن ما نشر في دورية طب الأطفال, كنتيجة لدراسة تناولت أكثر من 6500 طفل, توصل الباحثون إلى أن اكتئاب بعد الولادة لدى الأم يؤثر على طول قامة الطفل المولود مقارنة مع أقرانه.
في هذه الدراسة وجد الباحثون أن الأطفال الذين تعرضت أمهاتهم إلى أعراض كأبة ما بعد الولادة بصورة متوسطة إلى شديدة, كان 40% منهم أقصر قامة من أقرانهم الذين ولدوا لأمهات لم يتعرضن لكأبة ما بعد الولادة,و بمعدل قصر حوالي 10% من طول أقرانهم, وهم في سن الرابعة, و بأنهم كانوا أقصر من 90% من الأطفال في نفس عمرهم.
حين حاول الباحثون تفسير نتائج هذه الدراسة, لم يتوصلوا لسبب عضوي مباشر, و لكنهم عزوا هذه النتائج إلى طبيعة التغذية التي يتلاقاها الطفل بعد الولادة و حتى الشهر التاسع من عمره, و التي تعتمد على الأم بصورة كبيرة, إما من خلال الرضاعة الطبيعية أو حتى من خلال التغذية غير المباشرة, حيث تهمل الأم المصابة بالكأبة طعامها و طعام طفلها في كثير من الحالات, كما يرى الباحثون أن حالة النوم غير المستقرة للأم المصابة بالكأبة تسبب أيضا حالة من عدم استقرار النوم لدى الطفل, مما يؤثر على نموه بصورة كبيرة خلال المرحلة الأولى من حياته, وقد يكون للهرمونات المرتبطة بالكأبة و التي يفزها جسم الأم أثرا في ذلك أيضا.