تعريف ومعنى الزواج
وضعَ الإسلامُ العديدَ من الضوابط والسُّنن لضمانِ استمرار الجنس البشريّ بشكلٍ مُمَنهَجٍ سليم، وبقائه وعدم فنائه، ومن هذه الأمور سنّة الزواج، ويعرّف الزواجُ على أنّه اقتران شيء بشيء آخر وازدواجهما معًا، وشرعًا فإنّ الزواج (النكاح) هو العقد الذي يُعطي لكلا الزوجين حقَّ الاستمتاع بالآخر بالصورة المشروعة، ووفقًا لشروط معينة وبمراعاة حفظِ حقوق كلا الزوجين، والهدفُ من ذلك حفظُ النوع البشريّ، وعمارة الأرض، إذ يُسمّى الزوجان المتفقان على الزواج؛ الزوج والزوجة، لذا لا بدَّ من دعاءِ الزواج للنفس، فهو رباطٌ مقدّس يربطُ بين الزوج والزوجة، ويكونُ الأساس فيه الحب والاحترام المتبادل بينهما، وفي هذا المقال سيتم التعرّف على دعاء الزواج وتعجيله.
دعاء الزواج وتعجيله
قال تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” صدق الله العظيم، وقال الرسولُ الكريم محمّد -صلى الله عليه وسلم-: “يا معشرَ الشباب، من استطاع منكم الباءةَ فليتزوّجْ، فإنهُ أغضّ للبصر، وأحصَنُ للفرج، ومن لم يستطعْ فعليه بالصومِ فإنّه له وِجاء”، لقد حثَّ القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة على الزواج وأمر به، فهو من أهدافِ الدين ومقاصدِه؛ ففي الزواج تحصينٌ للفرج، وتكثيرٌ من النسل وبناء الأسرة، فلا بدّ من دعاء الزوج للنفس، ودعاء الزواج وتعجيله، وفيما يأتي دعاء الزواج وتعجيله والذي يجبُ الاستمرار عليها منها:
- اللهم إني استعففتُ فأغنِني من فضلِكَ بحقِّ قولِكَ تعالى: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ) صدق الله العظيم.
- اللهم إنّي أسألُك بخوفي من أن أقع في الحرام، وبحفظي لجوارحي، وأسألك يا رب بصالح أعمالي أن ترزقَني الزوجة الصالحة كي نعينَ أنفسنا في أمور الدين والدنيا، فإنّك على كلّ شيءٍ قدير.
- اللهم اغفرْ ذنوبَنا، وحصّن فروجنا، وطهر قلوبنا، اللهم ارزقني بالزوج الذي هو خيرٌ لي وأنا خيرٌ له، في ديننا ودنيانا، ومعاشنا، وعاقبة أمرنا، عاجله وآجله، إنك على كلِّ شيءٍ قدير.
- اللهم يا دليلَ الحائرين، ويا رجاءَ القاصدين، ويا كاشفَ الهمّ، ويا فارج الغمّ، اللهم زوّجنا، واغنِنا بحلالك عن حرامك، يا الله يا كريم، يا رب العرش المجيد، ارحمْنا برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
- اللهم إنّي أسالك بدعاء ذي النون يومَ دعاك في ظلماتٍ ثلاث: “ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت”، فاستجبتَ له وأنجيتَه، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين، لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين، اللهم ارزقْنا الزوجَ الذي يخافُك، برحمتك يا أرحمَ الراحمين.
- اللهم يا مسخّر القويَّ للضعيف، ومسخِّرَ الشياطين، والجنَّ، والريحَ، لنبينا سليمان، ومسخر الطير والحديد لنبينا داود، ومسخر النار لنبينا إبراهيم، اللهم سخر لجميع بنات المسلمين أزواجًا يخافونَك يا رب العالمين بحولك، وقوتك، وعزتك، وقدرتك، أنت القادر على ذلك وحدك لا شريك لك، اللهم يا حنّان، يا منّان، يا ذا الجلال والإكرام، يا بديع السماوات والأرض، يا حي يا قيوم.
- اللهم يا جامعَ الناس ليومٍ لا ريب فيه اجمعْني مع من تحبُّ وترضى في الدنيا والآخرة، يا من أمْرُه بين الكافِ والنون، ويقولُ للشيء كن فيكون، ارزقني بزوجٍ صالح وذريّة صالحة تقرُّ بها عيني، يا ودود يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعّال لما تريد.
قصة مأثورة عن دعاء الزواج
يقول المنجي: كان هناك رجلٌ صالح ضيافة يجلس في رجل عنده سبع بنات، ولم تتزوج أيٌّ منهن، فقالَ له الرجلُ الصالح: هل أدلّك على بعضِ كلمات وعبارات سمعتها من الصالحين وطرفًا منها لبعض الصحابة والتابعين، وذكر له الدعاء التالي، وقيل إنّ والدَ البنات ذكر أنه قال: والله لبركة هذا الدعاء ما مرّ العام إلا وبناتي جميعهن في بيوت أزواجِهن” ونصُّ دعاء الزواج:
“اللهم إني أسالك بأنّي أشهدُ أنك أنت الذي لا إله إلّا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، اقضِ حاجتي، وآنِسْ وَحدتي، وفرِّج كربتي، واجعل لي رفيقًا صالحًا كي نسبحَك كثيرًا ونذكرك كثيرًا فأنتَ بي بصير، يا مجيب المضطر إذا دعاك، احلل عقدتي، وآمِن روعتي، يا إلهي مَن لي ألجا إليه إذا لم ألجَأ إلى الركن الشديد الذي إذا دعا أجاب، هَبْ لي من لَدُنك زوجًا صالحًا واجعل بيننا المودة والرحمة والسكن، فأنت على كلّ شي قدير، يا مَن قلتَ لشيءٍ كن فيكون، ربِّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار وصلِّ اللهم على سيّدِنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين”.