الاتصال
يمتاز الإنسان بقدرته على التواصل مع بني جنسه بعدة طرق، وتعتبر وسائل الاتصال جزءا لا يتجزأ من حياة الإنسان فمنذ ولادته يبدأ يرسل الإشارات لمن حوله عما يشعر به، وعندما يكبر ويبدأ يخرج من المنزل فإنه يتلقى الرسائل باستمرار وقد يرسل هو الرسائل لمن حوله، ولولا هذا الاتصال لما استطاع الإنسان فهم ما يحيط به ويطلب ما يريد من الآخرين.
تطور وسائل الاتصال عبر التاريخ
تطورت وسائل الاتصال عبر التاريخ وتطورت حياة الإنسان مع دخول الاختراعات المختلفة التي جاءت لتلبية متطلبات العصر الذي يعيشه، فبدأ باستخدام وسيلة الاتصال الشفوية ثم اضطر للالبحث عن وسائل أخرى، لأن هذه الوسيلة مرتبطة بالمكان والزمان فلا يمكن الاعتماد على الذاكرة والنقل الشفوي لحفظ التراث.
بدأ برسم النقوشات على الأحجار وجدران الكهوف والمعابد، ثم أخذ يطور الأدوات التي يكتب عليها فاستخدم ورق البردى والألواح المصنوعة من الطين، وبقيت الكتابة هي الوسيلة لحفظ التاريخ والتواصل مع الآخرين إلى أن تطورت هذه الوسائل بشكل هائل فظهرت المجلات والصحف، ثم ظهرت السينما والتلفزيون والإذاعة والتلفزيون والمسرح، وأصبح الناس يعتمدون عليها بشكل أكبر من الكتب.
وسائل الإعلام والاتصال
تطورت وسائل الإعلام والاتصال بشكل كبير في منتصف القرن العشرين حيث ظهرت الفضائيات، التي تختلف في الأساليب والأهداف، واستطاع العالم أن يكون على اتصال مباشر مع بعضه البعض في جميع المناطق وفي مختلف الظروف والحالات، من خلال هذه الوسائل المسموعة أو المقروءة أو المرئية.
لجأ معظم الناس إلى الوسائل المسموعة والمرئية من وسائل الإعلام والاتصال لسهولة الوصول إليها بعد تطور شبكة الإنترنت أو الشبكة العنكبوتية التي جعلت من العالم قرية صغيرة يمكن لأي شخص من أي مكان الاتصال مع الشخص في الجانب الآخر من العالم، وأصبح ما يدور في العالم من احداث تنقل بصورة مباشرة على الهاتف أو التلفاز أو المذياع، فبعد أن كانت كثيرا من الأحداث الخطيرة لا يعلم بها إلا من يقبع في الميدان أصبحت الآن حتى الحروب تنقل عبر الأقمار الصناعية.
لكن تعتبر وسائل الاتصال والإعلام هذه سلاحا ذا حدين، فمن استخدمه في طريق الخير والصلاح وطلب العلم كانت له عونا كبيرا وسهلت عليه أهدافه، بينما لو أراد نشر الفساد والإضرار بالآخرين فإن ذلك ستيسبب بالكثير من الدمار والضغينة والحقد وبث الأفكار الخاطئة، لأن هذه الوسائل تدخل في حياة معظم البشر بشكل مباشر أو غير مباشر، وهناك من يعتمد عليها بشكل كبير في الوصول إلى المعلومات.
لذلك لا بد من الانتباه عند استقبال أية معلومات من وسائل الإعلام والاتصال والتأكد من صحتها قبل الإيمان والعمل بها، كما يجب مراقبة الأطفال والمراهقين بالذات حول ما يتلقونه لتوضيح الخاطىء والصواب لهم.