أعطى الله الإنسان جسما متكاملا متناسقا، يعمل على خدمته في عمارة الأرض، وتقديم العون له في كل ما يحتاج، بل ويأمره فقط ويطيع دون أن يبدي ذلك الجسد أي اعتراض على ما أمر به، وهذا من فضل الله ونعمته على عباده، أن جعل لهم ذلك الجسد عبدا وخدما عنده، ولكن كما أعطى الله للإنسان ذلك الجسد ليقوم به بجميع مهامه واحتياجاته، فإنه أيضا أمره بأن يحافظ عليه، وألا يضع ذلك الجسد في المهلكات، مهما بدى من الأمور والعوالق، فهو أمانة بيد الإنسان، وعليه الحفاظ عليه ما استطاع لذلك سبيلا .
ومن الحواس التي وهبها الله للإنسان، وجعلها مسخرة له، تقيه شر المهلكات وتحفظه، الحواس الخمسة التي تعطيه انطباعا عاما عن العالم المحيط به، فأقواها السمع والذي تديره الأذن بتركيبها الكامل الظاهر منه والباطن، والعين وهي التي تبصر ما حولها، والشم الذي يعطي جزء كبير من الانطباع عن ما يدور حولنا، والذوق الذي يديره اللسان ليتذوق، ويعطي وصفا للكثير من الأطعمة والمشروبات، بل وحتى المواد التي نريد اكتشافها، وخامسا اللمس والتي يشعر به الجلد عن طريق شبكة عصبية، عالية الدقة والتشابك مع الشعيرات الدموية على السطح من الجسم .
ومقالتنا هذه تتحدث بالأخص عن حاسة السمع التي تديرها الأذن، وكما علمنا فإن الأذن من الأمانة الواجب علينا الحفاظ عليها، ويتم الحفاظ عليها بعدم اسماعها للأصوات العالية، وحفظها من الالتهابات، والحفاظ على نظافتها بشكل مستمر ؛ لكي لا تؤذي ثم تنهار فيما بعد، ولكن في أحيان كثيرا تصاب الأذن، وخصوصا جزء الطبلة منها والمتخصص في عملية سماع الأصوات هو والأذن الداخلية من التركيب الفسيولوجي، إلى ثقب فيه يحتاج إلى عناية طبية تسمى عملية ترقيع طبلة الأذن، وتتم تلك العملية الجراحية باستخدام التدخل الطبي، ولكن يجب على من يشعر بثقب في طبلة أذنه ترك هذا الأمر لمدة 6 أشهر بعد استشارة الطبيب ؛ للالتئام لوحدها قبل تدخل العمليات الجراحية في ذلك .
وفي حالة عدم الالتئام سيكون من الواجب تدخل الجراحة في هذا الأمر لحل المشكلة، وهي عملية مريحة، وغير متعبة، وغير مؤلمة أيضا، وتزداد نسب نجاح العملية بزيادة مهارة الجراح الذي يقوم بها، ويجب على الجراح التأكد من عدم وجود صديد أو التهاب في الأذن لفترة طويلة قبل العملية، وكذلك عدم وجود انسداد في الأنف أو في قناة استاكيوس، وتتم بصناعة فتحة صغيرة خلف الأذن أو عن طريق الأذن نفسها، ويتم أخذ غشاء رقيق من الصدغ وترقيع الطبلة فيها، ويتم وضع مادة الجيلفوم ؛ للتأكد من عدم بقاء أي قطرات دماء على غشاء الطبلة بعد الانتهاء من إجراء العملية، وكذلك لمساعدة الغشاء على الالتصاق فوق مكان الثقب، وعدم ترك ثقوب قد تأثر على حدة السمع لاحقا، وقد تنتج بعض الأعراض الجانبية عن عدم دقة تلك العملية كخفة السمع وغيرها .