كل مسلم يحلم بزيارة بيت الله الحرام والصلاة فيه، وزيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويكون ذلك للمسلم من خلال رحلات عبادة دينية للديار المقدسة ، لبيت الله الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة، يؤدي فيها المسلم الشعائر الواجبة حتى يصح عمله ، ويكون مقبولا مأجورا عند الله تعالى. من هذه الرحلات رحلة العمرة، وهي واجب على المسلمين، يتم أدائها لما لها من أجر كبير، وتزكية للروح والنفس والطهارة من الذنوب، والعمرة سنة وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تؤدى العمرة في اى وقت من السنة حتى أيام الحج، وتسمى العمرة في الحج عمرة المتمتع. أما العمرة في باقي الأوقات فتسمى العمرة المفردة. ويجب توافر شروط في الشخص المعتمر حتى تكون عمرته صحيحة ومقبولة، فيكون مسلما بالغا عاقلا، يملك الحرية الكاملة في تصرفاته وأفعاله، وأن يكون أيضا له القدرة والإستطاعة على أدائها، سواء كانت هذه القدرة مادية أو جسدية. وهناك أمور مستحبة في العمرة تكون قبل الأحرام، منها تقليم الأظافر، وعدم لبس المخيط بالنسبة للرجل، والإغتسال، وأيضا التطيب في البدن. ومن واجبات العمرة، الإحرام من الميقات، والحلق والتقصير. ومن ترك أحد هذه الواجبات، وجب عليه دم يذبحه في الحرم ويوزعه على الفقراء، أو يصوم عشرة أيام.
هناك مواقيت مكانية حددها الرسول صلى الله عليه وسلم للإحرام، فهناك ذا الحليفة (آبار علي)، وهو ميقات أهل المدينة ومن أتاها من غير أهلها. الجحفة (رابغ) وهو ميقات أهل مصر والشام والمغرب وما ورائها. وقرن المنازل وهو ميقات أهل نجد ودول الخليج وما ورائها. يلملم وهو ميقات أهل اليمن ومن يمر بها. وذا عرق وهو ميقات أهل العراق وما ورائها. أما أهل مكة فيحرمون من بيوتهم أو من المسجد الحرام.
للعمرة ثلاثة أركان رئيسية، ولا تصح العمرة إلا بهذه الأركان. الإحرام وهو نية الدخول في النسك، ويكون بالإغتسال ،وتطييب البدن، ثم يلبس ثياب الإحرام. ثم يبدأ بالتلبية بقوله لبيك عمرة، ولبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، ان الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك. والركن الثاني للعمرة هو الطواف في بيت الله الحرام حول الكعبة، يبدأ الطواف من بداية الحجر الأسود وينتهي به، ويستحب تقبيله قبل البدء بالطواف إن أمكن، ويجعل المعتمر الكعبة على يساره ويبدأ بالطواف. ويطوف المعتمر سبعة أشواط حول الكعبة، وبعد الإنتهاء من الطواف، يصلي ركعتين في مقام إبراهيم عليه السلام. والركن الثالث هو السعي بين الصفى والمروة، ويبدأ السعي من الصفا وينتهي بالمروة، ويكون ذلك بسبعة أشواط . وبعد الإنتهاء من السعي، يحلق المعتمر رأسه أو يقصره، ثم يتحلل من الإحرام، وتباح له جميع المحضورات التي كانت عليه خلال الإحرام. وهكذا يكون المسلم قد أنهى عمرته وأتمها.