فرض الله تعالى الفرائض على المسلم وأوجب عليه القيام بها عند القدرة، حيث إنّه يُعاقب ويَأثَمُ من يتركها مع القدرة عليها، ومن هذه الفرائص الحج إلى بيت الله تعالى في مكة المكرمة، قال صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس شهادة أنّ لا إله إلّا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت وصوم رمضان) متفق عليه.، ولكن فُرِض الحج على المكلفون وهم كل مسلم بالغ عاقل حر ّولديه القدرة الجسديّة والقدرة المادّية على القيام به مرة واحدة في العمر، وتزيد المرأة من الشروط الخروج مع محرم، ومن أراد الحج أكثر من مره فهو تطوع وليس واجباً.
عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الغازي في سبيل الله، والحاج و المعتمر، وفد الله دعاهم فأجابوه،وألوه فأعطاهم)، ومن هذا الحديث يستدل على أهمية وفائدة الحج إلى الله عز وجل، فهو من أحب الأعمال اليه عزّ وجلّ كما أنه يعادل الجهاد منزلةً، ومن يأتي بالحج المبرور يكون جزاؤه الجنة ويمحي الله به جميع الخطايا ويعود الحاج كما ولدته أمه طاهراً.
اختلف العلماء في السنة التي فرض الله عزّ وجلّ الحج إلى البيت الحرام فهناك آراء أنّها في السنة الخامسة من الهجرة، وآراء أنها في السنة السادسة من الهجرة، وآراء تشير أنها في السنة التاسعة للهجرة، وهناك من يقول أنها في السنة العاشرة من الهجرة، ولكن الرأي الأغلب هو في السنة التاسعة من الهجرة لأنّ آية الحج في سورة عمران نزلت عام الوفود وهو في السنة التاسعة من الهجرةوذلك في قوله تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا).
حج ّالرسول صلّى الله عليه وسلم مرّة واحدة في حياته وهي في السنة العاشرة للهجرة، فقد كانت الوفود التي قدّمت في السنة التاسعة من الهجرة كثيرة ممّا حجز النبي صلى الله عليه وسلم ومنعه من الحج في ذلك العام، وسميت حجته صلى الله عليه وسلم بحجة الوداع لأنه كانت آخر حجة له وتوفي في نفس العام.
للحج أركان وشروط وواجبات لا يتم الحج إلا بهن وعلى الحاج الحذر في الحج حتى لا يخل بأي من الشروط أو الأركان أو الواجبات التي قد تبطل الحج، ويوجد في أيام الحج يوم عرفة الذي يعد من احسن وأفضل الأيام عند الله عز وجل وهو أهم يوم خلال الحج فالحج عرفة، ففيه يصعد الناس إلى جبل عرفات يطلبون الغفران ويدعون الله ويتوسلون اليه، وفيه يباهي الله عز وجل ملائكته بعباده الطالبين للمغفرة.