جدول المحتويات
الإحرام
الإحرام هو أول المناسك في الحج، ويقصد به النيّة للدخول في نسك الحج أو العمرة، وقد سمّي الإحرام بذلك لكون المسلم يُحرّم على نفسه ما قد كان مباحاً له من قبل الإحرام كالنكاح والتطيّب وتقليم الأظافر وحلق الرأس وأشياء محددة من اللباس بنية الإحرام.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- "لا يكون الرجل محرماً بمجرد ما في قلبه من قصد الحج ونيّته، فإن القصد ما زال في القلب منذ خرج من بلده، بل لا بد من قول أو عمل يصير به محرماً " انتهى.
ما يجب فعله قبل الإحرام
- الاغتسال لجميع البدن وذلك سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد اغتسل النبي لإحرامه، ويفضّل الاغتسال لكونه أبلغ وأعم في التنظف والتخلّص من الرائحة، والاغتسال قبيل الإحرام مطلوب، حتى لمن كانت حائضاً أو نفساء من النساء، لكون النبي قد أمر السيذدة أسماء بنت عميس حينما كانت نفساء أن تغتسل، كما أنّه قد أمر السيدة عائشة رضي الله عنها بأن تغتسل حين الإحرام بالحج وهي حائض، وقد كانت الحكمة من الاغتسال للحائض والنفساء هي الحرص على التنظيف وقطع الرائحة الكريهة، بالإضافة لتخفيف وانقاص الحدث للحائض والنفساء كما أمر الرسول بذلك.
- يستحب حلق الشعر غير المرغوب به ويكون التنظيف عبر أخذ ما يُشرع أخذه من الشعر، مثل شعر الشارب والإبط وشعر العانة، لكي لا يضطر لأخذ الشعر عند إحرامه، وإن لم يكن محتاجاً لأخد بعض الشعر فله ذلك، لكونه أمراً يفعله عند حاجته ولا يكون من خصائص الإحرام، فهو أمر مشروع بحسب الحاجة إليه.
- يستحب التطيب ويكون التطيب بمختلف أنواع الطيب كالمسك والبخور وكماء الورد والعود أيضاً وذلك للرجال فقط، وتتطيب المرأة بما لا يظهر رائحته، فقد قيل عن السيدة عائشة إنّها كانت تطيّب الرسول عليه الصلاة والسلام قبل أن يحرم وقبل أن يطوّف بالبيت الحرام.
- يستحب للذكر التجرد من المخيط قبل الإحرام والمخيط كالقميص والسراويل، وقد تجرد النبي صلى الله عليه وسلم من المخيط واستبدل ملابسه المخيطة بإزار ورداء أبيضين نظيفين، ومن الجائز أن يكونا غير أبيضين كما كانت عادة الرجال لبسه، والحكمة من التجرد من المخيط تجنب الترف والاتصاف بالخشوع والذلة لله تعالى، وحكم التجرد من لبس المخيط قبل نية الإحرام سنة، وفيما بعد النية للإحرام يكون الحكم واجباً.
وليس هنالك فرض لصلاة أخرى قبل الإحرام ولكن إن كان قبل إحرامه وقت صلاة فعليه أن يؤديها.