من أهم الصلوات النوافل التي تقرب العبد المؤمن من ربه، وتقوي صلته بخالقه صلاة التهجد، وصلاة التهجد تعرف لما اجمعه العلماء على إنها الصلاة التي تبدأ من بعد صلاة العشاء حتى صلاة الفجر، وكما اشر النبي صلى الله عليه وسلم إنها تفضل في آخر أليل أو ما يسمى الثُلث الأخير من أليل، وصلاة التهجد نافلة، وسميت كذلك لأنها تأتي بعد النوم خاصة، وتعتبر هذه الصلاة من ابرز مؤشرات الاعتكاف، لما لها من اجر عظيم يعود على الفرد نفسه، ولما يلمسه الفرد من صدق العلاقة والقرب من الله عز وجل، وهذا تصديق ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ”أقرَبُ ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر” رواه الترمذي بسند حسن صحيح.
وصلاة التهجد ركعتين، ويفضل أن تختم بركعة وتر واحدة، ولا حرج بان يصلي العبد احد عشر ركعة أو ثلاث عشرة، ويستحب أن يستفتح المؤمن بدعاء الاستفتاح، وله العديد من الصيغ،وصلاة التهجد سنة مؤكدة لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهي دأب الصالحين، وقربة إلى الله عز وجل،كما شرع النبي الدعاء في السجود ويعتبر من مواطن إجابة الدعاء والأكثر قربة له، فصلاة التهجد منهجاً لتحقيق المعاني الروحانية، كما أن وقتها يستحسن أن يكون في الثُلث الأخير من أليل، قبل صلاة الفجر بساعة تقريباً، وذلك للفوز بالرحمات والبركات التي قرنها الله عز وجل في هذه الساعة تماماً، حيث يتنزل الله سبحانه وتعالى في عظمته وجبروته إلى السماء الأولى، ليجيب كل داعيً دعاه، وليقضي كل سائلاً حاجته، ولتسهيل على المعتكفين حتى يقضوا قسطاً من الراحة، فيستيقظون للقيام بنفس يقظة تستشعر قرب الله لما تقرئه من قرأن ودعاء وذكر، ولما تبنيه من عظات التي ترق لها القلوب، كما أن استذكار ألاء الله، واستشعار نعمه، من جنة ونعيمها، ومشاهد وأهوال يوم القيامة، كأن يقوم المعتكف بتخصيص آيات معينة، ويلقي شرحاً بسيطاً حولها، ومن ثم يترك المجال للمصلين بأن يستشعروا معانيها، وفي الاعتكاف، تسمو الأنفس وترقى إلى أعلى درجاتها، فيصبح قادر على تحمل النصح والإرشاد والتأثير ونتائج على الآخرين، وإعادة شحذ الهمم لإكساب المعتكفين العديد من القيم والمفاهيم السليمة والأخلاق في نفوسهم، وليكن ذلك بأن يوجه سلسلة من المفاهيم والآداب والأخلاق الإسلامية بعد كل صلاة.
لذا فعلى العبد المسلم أن يفعل قصار جهده، وان يغتنم نعم الله من صلوات نوافل، حتى يحقق المبدأ السامي من خلق الإنسان وهو العبادة وعمارة الأرض.