شرع الله سبحانه و تعالى الصّيام فجعل منه الصّيام المفروض الذي كتبه على عباده كصوم رمضان و جعله من أسس بنيان الإسلام وأركانه ، و شرع سبحانه من خلال نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم صيام أيّامٍ معينةٍ كنوافل يستزيد فيها المسلم من الحسنات ، فالصّيام جنّة كما وصفه الرّسول عليه الصلاة و السّلام أي وقاية و قد حثّ النّبي صلى الله عليه وسلّم الشّباب على صيام النّافلة فإنها تكسر حدّه الشّهوة فتحفظ النّفس من الوقوع في الرّذيلة ، و قد أثبت العلم الحديث فوائد جمّة للصّيام كما يهذب الصّيام النّفس و يروّضها و يستشعر المسلم بصيامه معاناة الجائع فيزداد شعوره بالمسؤولية اتجاه الفقراء و المحتاجين .
و من صيام التّطوع الذي شرعه الله تعالى لعباده صيام يوم عاشوراء ، وتعود جذور الأمر النّبوي حين قدم عليه الصّلاة و السّلام الى المدينة فرأى اليهود يصومون هذا اليوم فسألهم عن سبب ذلك ، فقالوا له ، هذا اليوم الذي نجّا فيه الله تعالى موسى و قومه من فرعون فقال عليه الصّلاة و السّلام إنّنا أحقّ بموسى منهم فأمر بصيامه و رتّب على صيامه الأجر فصيامه يكفّر سنةً ماضيةً و قد حرص الرّسول عليه الصّلاة و السّلام على مخالفة اليهود فقال لأن بقيت إلى قابل لأصومنّ التّاسع و العاشر ، و يشرع أيضاً صيام يومٍ قبله و يومٍ بعده و هو أكمل الصّيام في هذا الوجه .
و يوم عاشوراء قد رويت عنه رواياتٌ كثيرةٌ و ما نعلمه يقيناً أنّه اليوم الذي نجّا الله تعالى به موسى و قومه لكنّ بعض الرّوايات تحدّث أنّه اليوم الذي كانت فيه توبة آدم و اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجّودي و اليوم الذي نجّى فيه الله سبحانه إبراهيم عليه السّلام من النّار و اليوم الذي افتدى الله سبحانه فيه إسماعيل عليه السّلام من الذّبح وكل هذه الروايات مما لم يرد وروداً قطعياً و لم يتثّبت منه .
وإنّ للشّيعة لبدعاً كثيرةً في هذا اليوم وهو اليوم الذي استشهد فيه الحسين عليه السّلام سبط رسول الله ، فيلطمون الخدود فيه و يشقّون الجيوب وينوحون في صور تخالف الشّريعة و تسيء الى هذا اليوم المبارك الذي يحتفي به المسلمون من كل عام .