تعد الشعائر والسّنن من الأعمال التي يتصل بها الإنسان مع خالقه، وهي من الأمور التي يجب على كل إنسان أن يتخذ منها سبيلاً لتقويم نفسه والابتعاد عن الرذائل والصغائر والضغائن والأحقاد وأمراض القلوب والأخلاق السيئة التي هي أصل كل المشاكل وعيوب في هذه الدنيا، فلو كانت أخلاق قادة العالم وصناع القرار جيدة لما رأينا كل هذا الفساد المنتشر في كافة أصقاع المعمورة، ولما سيطر الطمع على قلوب المتنفذين والساسة الأمر ولزهم الذي دفعهم إلى ارتكاب كل هذه المجازر في سبيل الحصول على الكنوز الدفينة، ولما مات أطفال إفريقيا من الجوع لدرجة أصبح فيها اللصوص يمنون على هؤلاء المساكين بالفتات ومن ثرواتهم كان هذا كله مؤشراً على انعدام الأخلاق في العالم على المستوى القيادي.
تتنوع أنواع العبادات ما بين الفروض والسنن وهي تكون من نفس النوع، فمثلاً الصوم المفروض على الإنسان المسلم، هو قيام شهر رمضان، أمّا إن أراد أن يزيد فبإمكانه أن يصوم 6 أيام من شهر شوال أو أن يصوم يوم عرفة أو أن يصوم الإثنين والخميس – على سبيل المثال -، أمّا الزكاة فهي فرض في حين يمكن للإنسان أن يتصدق كيفما شاء، ونفس الشيء بالنسبة لفريضة الحج وسنة العمرة وأخيراً الصلاة، فالصلاة فرضت 5 مرات يومياً الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء وفي نفس الوقت فهناك صلوات هي سنة عن الرسول – صلى الله عليه وسلم -، من أبرزها صلاة الضحى والتراويح في رمضان وغير هذه الصلوات الكثير.
ومن ضمن أبرز الصلوات الأخرى غير الفريضة التي اختلف في حكمها بين المختصين الشرعيين، حيث قال الرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم – في فضل هاتين الصلاتين في الحديث الذي رواه أبو هريرة عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – " أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام".
صلاة الشفع هي الصلاة التي تسبق صلاة الوتر والتي تكون ركعة في الغالب، ويجوز أن يوتر المسلم بأكثر من ذلك والوتر يعني لغةً العدد الفردي أما الشفع فيعني الزوجي لهذا فصلاة الشفع تصلى ركعتان أما الوتر فتصلى ركعة أو ثلاث ركعات أو خمس ركعات أو سبع ركعات أو تسع ركعات. وإن اختار المسلم أن يوتر بثلاث ركعات فله أن يصليهنَّ منفصلات وله أن يصليهنَّ متصلات فإن صلاهنَّ منفصلات صلى ركعتان ثم أتبعهما بواحدة، وإن صلاهنَّ متصلات لم يجلس للتشهد في وسط هذه الصلاة، حتى لا تتشابه مع صلاة المغرب المفروضة.