السنن التي كان يؤديها رسول الله – صلى الله عليه وسلم ، هي من احسن وأفضل الأعمال التي يتقرب بها الإنسان إلى ربه - عز و جل - ، حيث ان فيها الخير الكثير له في دينه ودنياه ، و تتنوع هذه السنن بين الصلوات و الصدقات و الصيام و غيرها غير الفرض طبعاً ، و هي ليست ملزمة ، فإذا لم يؤدها الإنسان الذي هو على الملة المحمدية ، لم يؤثم ، و إذا فعلها أداها جوزي بالخير الكثير ، لهذا يستحسن من الإنسان أن يؤدي ما ساتطاع منها قدر الإمكان ، لأن الإنسان ليس كامل والتقصير بطبعه ، و الإنسان مشمول برحمة الله تعالى كائناً من كان حتى احسن وأفضل البشر الأنبياء عليهم السلام ، فالجميع بحاجة إلى طلب العفو و المغفرة من الرحمن الرحيم .
من هذه الصلوات المستحب أداؤها و التي وردت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ، هي سنة صلاة الضحى أو صلاة الأوابين ، فصلاة الضحى هي صلاة يؤديها المسلم بعد طلوع الشمس وارتفاعها قليلاً في السماء و قبل انقضاء الربع الأول من النهار . أما عن طريقة تأديتها فأقل شئ تؤدى فيه هذه الصلاة المباركة هي ركعتان ، و قد كان الرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم – يصليها أيضاً أربع ركعات ركعتان فتسليم فركعتان و قد ذكر عنه – صلى الله عليه وسلم - أنه صلاها ثماني ركعات كما ورد في الحديث الذي جاء في صحيح البخاري ( ما حدثنا أحد أنه رأى النبي يصلي الضحى غير أم هانئ – رضي الله عنها - ، فقد ورد عنها أنها قالت : إن النبي دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل و صلى ثماني ركعات ).
و حسب ما ذكر ، فلهذه الصلاة العظيمة فضل عظيم ، فمن يصليها ويواظب على أدائها يضاف إلى حسناته الشئ الكثير ، إضافة إلى الحسنات فإن السنن عموما و الشعائر ، تعمل على تقريب الإنسان من ربه، و تؤدي إلى أن يصبح الإنسان عالماً بالله تعالى أكثر، و بهذا يطمئن القلب و تهدأ الجوارح و يشعر الإنسان برضاً جميل قد ملأ قلبه، و بقناعة تامة و مطلفة ان الله تعالى هو القوي و هو الرحمن الرحيم و انه مدبر الأمر كله العالم بأحوال عباده فلن يهاب الإنسان بعد ذلك أي شئ إلا الله تعالى.