السنن والنوافل
النوافل في التشريع الإسلامي من أهمّ طرق ووسائل التزلف إلى الله تعالى، والتقرّب منه، ونيل رضوانه، وبركاته، فهي بشكل عام تجلو الهمّ عن القلب؛ ذلك أن الصلاة من أهم طرق ووسائل راحة الروح، فالروح توّاقة دائماً إلى الجمال، وفي الصلاة جمال، وسكينة لا يمكن تحصيلهما بأي وسيلة أخرى، لهذا فقد سنّت الشريعة الإسلاميّة الغرّاء السنن والنوافل، ورغبت المسلم بفعلها نيلاً لرضوان الله تعالى وبركاته.
صلاة الضحى
يطلق على هذه الصلاة اسم صلاة الأوابين، وهي صلاة يؤدّيها المسلم الحريص على تأدية النوافل والسنن بعد أن ترتفع الشمس عن الأرض، وهناك من يقول أنها تصلى بعد أن يمضي ربع النهار تقريبا، وحكم صلاة الضحى أنّها من السنن المؤكدة عند قسم كبير من العلماء، وهناك من يقول أنّها من المندوبات كما ذهب الإمام أبي حنيفة ـ رحمه الله -.
تصلّى صلاة الضحى ركعتان وهذا أقلّها، ويمكن أن تصلى أربع ركعات، أو ثمانية أو اثنتي عشرة ركعة وهذا أكثرها، وقد وردت صلاة الضحى في آثار نبوية عديدة منها قول أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق: (كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم - يصلي الضحى أربعاً، ويزيد ما شاء)، كما ورد أنّ رسول الله صلى الضحى عند أم هانئ، وذلك وفقاً لما رواه عبد الرحمن بن أبي ليلى حيث قال: (ما حدثنا أحد أنّه رأى النبي يصلي الضحى غير أم هانئ، فإنها قالت: إنّ النبي دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل وصلى ثماني ركعات)، وممّا يستحب أن يصلي المسلم صلاة الضحى بكلّ من سورتي الشمس، والضحى.
فوائد صلاة الضحى
- لمن يصلي صلاة الضحى أجر من الله تعالى، وحسنات كثيرة، والأهم من الحسنات والأجر هو التقرب من الخالق المولى عز وجل، فلأداء النوافل وخاصة نوافل الصلاة حلاوة لا يقدر عليها ولا يجدها إلا من عشق القرب من الله تعالى، وهانت في نفسه ترك هذه اللذة إلى لذة أخرى مهما كانت.
- تدخل الراحة إلى نفس المسلم المداوم على هذه الصلاة وإلى عقله أيضاً، فلو نظرنا إلى الفترة الزمنية التي تفصل صلاتي الفجر عن الظهر لوجدناها فترة طويلة نسبياً، حيث إنّ الفترات التي تفصل باقي الصلوات عن بعضها البعض تعتبر أقصر بكثير من هذه الفترة، لهذا فإنّ روح الإنسان تتوق إلى غذائها المتجلّي في عبادة الله تعالى، فلربما كان هذا أحد الما هى اسباب التي جعلت هذه الصلاة في هذا الوقت تحديداً من اليوم، ولربما كان هذا السبب أيضاً من الما هى اسباب التي أعلت من مكانة هذه الصلاة دوناً عن باقي النوافل.
