يمرّ الإنسان منذ اليوم الذي يولد فيه إلى يوم مماته بعدّة مراحل، تختلف كل منها عن الأخرى بسمات عديدة، وفيها يتعلم الإنسان في كل مرحلة شيئاً جديداً يضيفه لحياته، ويمرّ بمواقف عديدة تعلمه الكثير. فمنذ يوم ولادته يكون رضيعاً، وفي عمر الثالثة إلى عمر الثالثة عشر يكون طفلاً، وبعدها تأتي مرحلة المراهقة التي يشهد فيها تغييرات كثيرة في حياته، وبعدها تأتي مرحلة الشباب ليكون في ريعان عطائه ونشاطه، وبعدها "سن الحكمة" سن الكهولة، ليدخل بعدها في سن الشيخوخة المبكرة، وأرذل العمر التي يعود فيها الإنسان كالطفل الصغير يحتاج إلى غيره كما كان.
في مقالنا هذا سنتحدّث أكثر عن مرحلة "سن الشيخوخة" وتعريفه، وعن أهم ميزات هذا السن، وأهم مساوئه أيضاً، كما سنذكر بعض الأمراض التي تصيب الإنسان نتيجة وصوله لهذا العمر.
الشيخوخة هي الهَرَم أو الكبر في السن نتيجة توالي الأيام والأعمار، وفيها تحدث تغيرات فيسيولوجيّة كثيرة في جسم الإنسان نتيجة تغيرات كثيرة تصيب أعضاء جسمه وخلاياها، وهو أمر لا يمكننا إيقافه أو التحكم، فهو تحوّل طبيعي يصيب الإنسان ومرحلة لا بدّ منها مثلها كأي مرحلة أخرى مرّ بها سابقاً، كالطفولة، والمراهقة، والشباب، والكهولة، ولها خصائص كغيرها من المراحل.
ولتعريف ومعنى الشيخوخة علمياً فإنّ العلماء ربطوا بين العمر الزمنيّ (الذي عاشه الإنسان بالفعل)، والعمر الفيسيولوجي (الذي تدلّ عليه أعضاء جسم الإنسان وقدرتها على العمل بكفاءة وفعالية ومدى تأثرها بالعمر)، وهي مرحلة من العمر يبدأ فيها جسم الإنسان بالتدهور والصحة بالفقدان، سواء من الناحية الجسدية أو العقليّة، فتقل قدرات الإنسان الجسدية والعقلية في أداء مهماته التي اعتاد عليها.
ولا يمكننا تحديد عمر معيّن يدخل فيه الإنسان في هذه المرحلة تماماً، فكما قلنا فإنّ العمر الفيسيولوجي يلعب دوراً كبيراً في ذلك، ولذلك فإننا يمكننا التحكم بمدى سرعة أو قلة وصولنا لهذه المرحلة من خلال عنايتنا الجيدة بأنفسنا وأجسامنا وصحتنا ونفسياتنا. فبعض العلماء أقرّوا أن عمر الشيخوخة يبدأ من سن الأربعين فما فوق، ولكن تختلف هذه المرحلة من شخص لآخر من خلال التحكم بأعراض ومظاهر الشيخوخة، ففي هذا العمر يقل إنتاج الجسم للمايلين الذي يضعف عمل القلب والدماغ، وتبدأ بعض علامات و دلائل وأعراض الشيخوخة تظهر على الجلد وغيره.
يمكننا التحكم بعلامات و دلائل الشيخوخة من خلال العناية بأجسامنا، فعلينا الحرص على تناول الطعام الصحي الغنيّ بكل العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، كما وعلينا أن نحرص على ممارسة التمارين الرياضية التي تعتني بصحة القلب والجسم، وأن نتبعد عن كل ما يسّرع ظهور علامات و دلائل الشيخوخة كالتدخين، والأرجيلة، والسمنة، والسكري، والإكتئاب، وكل تعرف ما هو ضارّ بصحة الجسم. وقد أظهرت بعد الدراسات الأخرى أنّ الرجال يدخلون في مرحلة الشيخوخة أسرع من النساء وقبلهم، وذلك لأنّه في الغالب النساء يعشن عمراً أطول من الرجال.