الذنوب
كثيرةٌ هي الذُنوب والأخطاء التي قد تقعُ من الإنسان أثناء حياته، وهذهِ الأخطاء هيَ من طبيعة الإنسان غير المعصومة عن الوقوع في الزلل والخطأ، وهذهِ الذنوب قد جعلَ الله لها باباً لتكفيرها ومحوها عن عباده، ويكون هذا الأمر من خِلال طلب المغفرة من الله والتوبة إليه بعدم الرُجوع إلى الذنوب والمعاصي، وطلبُ المغفرة من الله سُبحانهُ وتعالى يُسمّى بالاستغفار، وفي هذا المقال سنتحدّث عن الاستغفار وفضله وعن أنواع الاستغفار.
الاستغفار
هو طلب المغفرة من الله تعالى، وذلك في حال فعل الذنوب أو في حال عدمها، فالإنسان بحاجة إلى مغفرة الله وعفوه في كُلّ حينٍ وآن، والاستغفار حثَّ عليهِ الله عزَّ وجلّ في آياتٍ عديدة في القُرآن الكريم حيث يقول الله تعالى: (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، وقالَ جلّ جلاله: ( واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات).
وقد كانَ عليهِ الصلاةُ والسلام يُكثر من الاستغفار كما وردَ ذلكَ في صحيح مُسلم، في الحديث الذي يرويه الأغرّ المزنيّ رضيَ اللهُ عنه أنّ رسولَ الله صلّى الله عليهِ وسلّم قال: ( إنّهُ ليُغانُ على قلبي، وإنّي لأستغفرُ الله في اليوم مئة مرّة) وفي حديثِ آخر وردَ في البُخاريّ عن أبي هُريرة رضيَ اللهُ عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم يقول: ( والله إنّي لأستغفرُ الله وأتوبُ إليه في اليوم أكثرَ من سبعينَ مرّة).
فضلُ الاستغفار
من فضل الاستغفار أنَّ الله يشرح بهِ الصُدور ويُزيلَ بهِ الهُموم ويُغدق بهِ الرزق ويكفّر بهِ الذنب، وفي حديث النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم: ( من لزِمَ الاستغفار جعلَ اللهُ لهُ من كُلّ ضيقٍ مخرجاً ومِن كُلّ همٍّ فرجاً ورزقهُ من حيثُ لا يحتسب).
أنواع الاستغفار
احسن وأفضل أنواع الاستغفار على الإطلاق هوَ الذي وصفهُ النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام بسيّد الاستغفار، وهوَ الذي يقولُ فيهِ المُسلم: (اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك، ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبى فاغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).
ومن صيغ الاستغفار الأخرى قول النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام: ( ربِّ اغفر لي، وتُب عليّ إنّكَ أنتَ التوّاب الرحيم).
وكذلك أن تقول كما كانَ عليهِ الصلاةُ والسلام يقول: ( أستغفرُ اللهَ الذي لا إله إلاّ هوَ الحيّ القيّوم وأتوب إليه).
وقولك أيضاً أستغفرُ اللهَ وأتوب إليه، هو من أكثر أنواع الاستغفار وأسهلها على اللسان، ولكن ممّا لا شكّ فيه أنَّ أفضلها على الإطلاق ما ذكرناهُ سابقاً في النوع الأوّل وهوَ سيّدُ الاستغفار، ومما لا شكَّ فيه أنَّ هذا الاستغفار يكونُ مقبولاً عندَ الله سبباً لمحوِ الذنوب إذا خرجَ من شِغاف القلب، واستشعرهُ المؤمن من داخله، فصدق النوايا في القُلوب أجدر أن يستجيبَ الله لها فهيَ ميزان التقوى وصدق القول والعمل.