إنّ كثرة الخطايا والذنوب تمحق البركة والرزق وتقطع صلة المسلم بربّه؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى هو وحده الرزاق والذي بيده الرزق للإنسان، وحتّى يتخلّص المسلم من هذه الخطايا والمعاصي يجب أن يكثر من الاستغفار والتقرّب إلى الله، كما أنّ باب التوبة مفتوح دائماً أمام عباد الله مهما كثرة معاصيه وكبرت خطاياه.
الاستغفار
هو المداومة والإصرار على طلب المغفرة من الله عزّ وجلّ، دون ملل أو تعب أو تذمّر، والمغفرة صفة من صفات الله يتكرم بها على عباده، وقد ربط الاستغفار بالرحمة والرزق، حيث قال تعالى: "وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".
فوائد الاستغفار للرزق
إنّ فوائد الاستغفار كثيرة لا تحصى، حيث يزيد الرزق ويفتح الأبواب المغلقة أمام المسلم، وكذلك يزيد المعافاة للجسد وقوته وتعينه على تحمل مصاعب الحياة والتغلب عليها دون يأس أو ملل؛ لأنّه بذلك يستمد قوته وصبره من الله تعالى، وذلك لقوله تعالى: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا" (سورة نوح: 10-12)، إنّ كثرة الاستغفار والتسبيح تريح النفس البشريّة وتجلب الراحة والسعادة والسرور للنفس وتزيد صلة المسلم بربه، كما أنّ الاستغفار يفتح جميع الأبواب المغلقة في وجه عباد الله، كما وتوضح هذه الآية وتبين للمسلم أنّ كثرة الاستغفار يفتح أبواب الرزق، سواء أكان أمولاً أو بنين، كما وترزقه السعادة بالدنيا والآخرة؛ لذلك بجب على المسلم أن يكثر من الاستغفار لله تعالى ويداوم عليه ويرطب لسانه به، بدلاً من التذمروالخوف من قلة الرزق والأموال وانسداد أبواب الرحمة أمامه.
طرق ووسائل الاستغفار
يمكن أن يكون الاستغفار بأكثر من طريقة حسب السنة النبوية الشريفة والقرآن الكريم فمنها، قول أستغفر الله العظيم أو قول استغفر الله العظيم وأتوب إليه أو قول ربي أغفر لي وارحمني، فعن شدّاد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: "سيّد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي، لا إله إلّا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت.من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة" رواه البخاري، وقد يكون الاستغفار بأي وقت ومكان بين العبد و ربه، وقد كان الرسول محمد عليه الصلاة وسلام يكثر من الاستغفار بعد الصلاة ووقت السحر، وعند غضبه، وكذلك في السراء والخير.