زيت الزيتون
تعد شجرة الزيتون من أكثر الأشجار أهمية وفائدة منذ قديم الزمان، كما أنها من أكثر الأشجار التي حظيت بشرف الذكر في القرآن الكريم، فقد جاء ذكر كلمة الزيتون في سبعة مواضع من كتاب رب العزة، كما وصفت بأنها شجرة مباركة، والبركة هنا تعني النماء والزيادة والخير الوفير والنفع الكثير، ويعود السبب في كثرة ذكر الزيتون إلى المكانة والأهمية وفائدة العظيمة التي نالتها هذه الشجرة من الخالق سبحانه وتعالى، وخير دليل على هذه الأهمية وفائدة أنّ الله تعالى قد أقسم بها في سورة التين(1): "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ"، فالله تعالى لا يقسم بشيء مما خلق إلا لعظمة مكانته وعلو شأنه عن غيره مما خلق، كما ومدح الله تعالى زيت الزيتون بكثير من الصفات ذاكراً بأنه يضيء وإن لم تمسسه نار، وفي هذا الوصف دلالة على شدة نقاء وصفاء زيت الزيتون عن غيره من الزيوت الطبيعيّة، وقد حفلت السنة النبوية أيضاً بذكر العديد من منافع هذه الشجرة المباركة، ووضّحت كيفيّة وطرق ووسائل استعمال زيتها المقدس، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كلوا الزيت وادّهنوا به فإنه من شجرة مباركة"، وفي وصف الأحاديث النبوية الشريفة لشجرة الزيتون ب"مباركة" تناسقاً مع وصف القرآن الكريم بأنها شجرة مباركة.
ويعد زيت الزيتون من أقدم الزيوت التي تداول البشر استخدامها، فقد تم التوصل لإنتاج الزيت على يد الإنسان منذ ملايين السنين، فكان أول من عرف الزيتون وزيته هم الإغريق والرومان وذلك قبل البعثة الإسلاميّة، إلا أن هناك بعض الاعقادات فيما يتعلق بالموطن الأول لشجرة الزيتون، حيث يعتقد الكثير بأنّ الموطن الأصلي لهذه الشجرة هو تلك المنطقة الواقعة بين أضنة في دولة تركيا ومنطقة شمال غرب سوريا، كما ويعتقد البعض الآخر بأن أصل شجرة الزيتون عائد إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط.
فوائد زيت الزيتون للبشرة الدهنية
- يعد زيت الزيتون مادة مرطّبة وفعالة للبشرة الدهنية، إذ يتغلغل في أعماقها ويجدد الخلايا فيها وبالتالي الحفاظ على نضارتها، وذلك من خلال تدليك البشرة بقطنة مبللة بالقليل من زيت الزيتون، ولمدة خمس دقائق حتى يجف فيغسل بالماء الدافئ.
- يحتوي على العديد من الفيتامينات الضرورية لنقاء البشرة وصفائها مثل فيتامينات (أ، ك، هـ)، والتي تؤخر وتقلل من علامات و دلائل الشيخوخة على البشرة.
- يمكن خلط عدة نقاط من زيت الزيتون مع ملعقة واحدة من حامض الليمون، حيث يزيل البقع الداكنة من البشرة ويعالج آثار حب الشباب.
- ينظف البشرة الدهنية من الشوائب، كما أنه يزيل الترسبات والأساخ الموجودة في مسامات البشرة، حيث يمكن خلط أربع ملاعق كبيرة من مسحوق الطحين مع ملعقتين كبيرتين من زيت الزيتون، ووضعهم على الوجه لمدة لا تقل عن عشر دقائق، ثم غسلهم بالماء الدافئ.
- يعد زيت الزيتون مغذياً مهمّاً للبشرة الدهنيّة، وذلك عن طريق هرس حبة أفوكادو ناضجة، مع ملعقتين كبيرتين من زيت الزيتون، ومزجها جيداً، ثم يوضع المزيج على الوجه لمدة عشر دقائق.
القيمة الغذائيّة
لعل أهم ما يميز زيت الزيتون هو احتواؤه على المركبات النباتية الطبيعية، ذلك لأن هذا الزيت على خلاف غيره من الزيوت المستخلصة، يتم إنتاجه بطريقة العصر الميكانيكي البارد، دون تعريض حبات الزيتون لدرجات الحرارة العالية، ودون استعمال المواد الكيميائيّة التي تُستعمل في إنتاج الزيوت الأخرى والتي تفقدها بعضاً من قيمتها الغذائيّة، كما أن زيت الزيتون أيضاً لا يتم تعريضه لعمليات التنقية والتكرير كتعرف ما هو الحال في بعض الزيوت الأخرى، لذلك يبقى غنيّاً بالعديد من العناصر الصحية اللازمة لجسم الإنسان.
ولعل أهم ما يعطي زيت الزيتون أهميّته الكبيرة هو احتواؤه على نوعين من المركبات العضوية الطبيعيّة، والتي تقسم إلى قسمين هما: المركبات الغذائية والمركبات غير الغذائية.
المركبات العضوية الغذائية
- الأحماض الدهنية: مثل حمض اللينولييك الذي لا يمكن إنتاجه من قبل الخلايا في جسم الإنسان، لذلك يجب الحصول عليه من مصادر غذائيّة أخرى، وحمض الأولييك الذي يميّز زيت الزيتون عن غيره من الزيوت الطبيعية، وقد بيّنت العديد من الدراسات أنّ هذا الحمض يلعب دوراً في حماية كوليسترول الدم من التأكسد نتيجة قلة الروابط الكربونيّة غير المشبعة، كما ويحمي من تشكل الخلايا السرطانية بشكل مباشر.
- الفيتامينات الذائبة في الدهون: مثل فيتامين (هـ) الذي يعمل كمانع قوي لتأكسد الخلايا في الجسم والتي يعتقد أنها المسبب الرئيس للسرطان، كما يساهم هذا الفيتامين في حماية عضلة القلب والشرايين من المركّبات الضارة الموجودة في الدم، والناتجة عن تأكسد الكوليسترول فيه، حيث يسبب تجمع هذه المواد انسداداً الشرايين وحدوث الجلطات، إضافة إلى دوره الفعال في حماية البشرة من التجاعيد وعلامات و دلائل الكبر في السن.
المركبات العضوية غير الغذائية
- المركبات الفينولية: مثل مركبات التيروسول والهيدروكسي تايروسول، والتي لها تأثير ونتائج قوي وحاد كمانعات للتأكسد، إضافة لمركب الأوليوروبين، وهو المركب المسؤول عن الطعم المر في الزيتون.
- المركبات غير الفينولية: مثل مركب السكوالين، الذي يوقف إفراز الهرمون المسؤول عن تصنيع الكوليسترول ودفعه إلى الدم، وبالتالي يقي من الجلطات وانسداد الشرايين والأوعية الدموية، إضافة إلى ذلك أنه يسهم في منع حصول السرطان.