نعمة الصحة هي نعمة غافل عنها كثير من الناس، ولا يتذكرونها إلّا وقت المرض وشدته، وتختلف الأمراض التي تصيب البشر في أسبابها وأشكالها وأماكنها، فهناك بعض الأمراض المعدية والتي تكون إصابة شخص بها خطر على باقي الأشخاص، وهناك بعض الأمراض غير معدية لكنّها مزمنة تبقى مع المريض طوال عمره، وبعض الأمراض مقتصر على منطقة معينة كما في حمى البحر المتوسط، وبعض الأمراض لها فترة معينة ثم تغادر الجسم مع المسكنات التي تؤخذ، تتعدد الأشكال والما هى اسباب للأمراض، وسنرى أيهتعرف ما هو حمى البحر المتوسط.
حمى البحر المتوسط هو مرض وراثي يصيب سكان منطقة البحر المتوسط، لم يصب أحدٌ في المناطق التالية لذا لا تربط اسمه باسم المنطقة التي ظهر بها، وهو عبارة عن خلل جيني يحمله بعض الأشخاص، ويصاب به أشخاص آخرين، وأكثر الأعراق حول البحر المتوسط التي تصاب بهذا المرض هي من العرب والأتراك والإيطاليين والأرمن، ونسبة الإصابة هي واحد من الألف، أمّا نسبة حمل المرض دون الإصابة (أي انتشار الجين الحامل للمرض) فهي واحد من عشرين.
حمى البحر المتوسط: هو اضطراب وراثي التهابي في جين MEFV لعدد 45 من الطفرات تختلف في درجة الإصابة، فمنها تعرف ما هو طفرة خفيفة ومنها تعرف على ما هى طفرة شديدة، وهذا الاضطراب يُحدث اضطراب لفترة معينة تظهر فيها الأعراض وتستمر كحد أقصى إلى 72 ساعة، ويرث هذا المرض شخص لديه والدين حاملان للمرض كصفة متنحية، بالتالي يصاب ابنهم بالمرض، أمّا إذا كان أحد الوالدين حاملاً للمرض، فتكون هناك احتمالية لأن يكون الشخص حاملاً للمرض أو قد لا يكون حاملاً له؛ لأنّه صفة متنحية.
ويتلقى المريض العلاج و دواء وذلك ليس لمنع أو انهاء المرض ولكنّه للتخفيف وانقاص من أعراضه وآلامه والتخفيف وانقاص من مضاعفاته التي قد تكون خطيرة، إذ أن من مضاعفات المرض أنّه يترسب بروتين اسمه "أميلويد أ" الغير طبيعي ويبدأ بالتكتل في مناطق مختلفة من جسم المريض وتسمى التجمعات أو التكتلات بـ "أميلويدوزيز" أو الداء النشواني، وتجمع هذا البروتين خطير في بعض أجزاء الجسم كالكليتين فإذا تجمع فيهما فإنه يؤدي إلى فشل كلوي، ويحدث أيضاً تهريب للبروتين خلال البول بما يسمى الزلال وهذا قد يسبب خلطة في الوريد الكلوي.
أعراض الإصابة بالمرض:
ذكرنا سابقاً أن هذا المرض عبارة عن نوبات وتستمر كحد أقصى لـ 72 ساعة وتكون هذه النوبات أعراضها كالتالي:
- نوبات من ارتفاع درة الحرارة حيث ترتفع إلى 38.5 و40 درجة.
- آلام في الصدر وتكون في أغلب الأحيان آلام من جهة واحدة، وتظهر عند 75% من المصابين بالمرض.
- آلام في المفاصل وتصيب المفاصل الكبيرة أكثر كمفصل الركبة، والكاحل والرسغ، ويشكو منها 75% من المصابين.
- ظهور لون أزرق مع الأصفر القاتم على الأظافر.
- تغير لون الجسم للون الداكن.
- آلام في البطن ويكون في جزء صغير من البطن ثم ينتشر لكل البطن مع الانتفاخ والتقيؤ، ويظهر على 95% من المصابين.
- آلام في الرأس وضيق التنفس.
- تغير في طعم الفم
- عدم القدرة على الأكل والبلع.
لاكتشاف المرض لا توجد فحوصات خاصة لتشخيصه لكن يتم فحص وتشخيص ارتفاع الفيبرونجين في البلازما، وارتفاع كرات الدم البيضاء، وارتفاع ERS وغيرها، وكما أسلفنا هو علاج و دواء لا شفاء منه، لكن الدواء يُعطى للتخفيف وانقاص من الأعراض حتى تنتهي النوبة، والعلاج و دواء المستخدم هو الكولشيسين يتناول يومياً أو زيادة الجرعة أو نقصها حسب وصف الطبيب، وبجانب الاستمرار بالعلاج، يجب الاستمرار بتناول الماء والسوائل والابتعاد عن المشروبات الغازية، ويرجى التأكد من الأدوية الأخرى: كالمضادات الحيوية، وبعض الأطعمة التي تزيد سمية دواء الكولشيسين إذا أخذت معاً.