حمّى التيفود هي إحدى الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان نتيجة الإصابة ببكتيريا السلمونيلا التي تنتقل عن طريق تناول أطعمة أو مشروبات ملوّثة. والسلمونيلا نوع من البكتيريا العصويّة التي تسبّب التسمم الغذائي والحمى التيفوديّة في أشهر الحالات، ورغم ذلك فإنّ السلمونيلا يوجد منها ما يزيد عن ألف نوع يصيب الإنسان والحيوان، وتنتقل بسهولة عند تناول طعام ملوّث بالبكتريا التي يمكنها أن تعيش طويلاً في بيئات مختلفة.
وقد أصابت الحمى التيفوديّة الناتجة عن السلمونيلا الإنسان منذ آلاف السنين، وبذلك تعدّ من أقدم الأمراض التي صاحبت ظهور الإنسان، وعلى الرغم من التطوّر العلمي في إنتاج العقاقير واللقاحات إلّا أنّ التلوّث والفقر في العديد من المناطق حول العالم يحول دون القضاء على هذا المرض نهائيّاً، ولذلك تظهر بؤر إصابة في أماكن مختلفة من العالم من حين لآخر.
أعراض حمّى التيفود
تنتشر حمّى التيفود بشكل أساسي في المناطق الأكثر فقراً من إفريقيا وجنوب آسيا. تبدأ الإصابة من الأمعاء وتنتشر البكتيريا في الكبد والدماغ والعظام والطحال، وتبدأ الأعراض في الظهور التدريجي بعد فترة حضانة تستمر من أسبوع إلى أسبوعين تقريباً، وتشمل تلك الأعراض: الحمّى المستمرة، والقيء، والإسهال المستمر مع آلام شديدة في البطن بشكل عام تكون على شكل تقلّصات بالمعدة والأمعاء، يصاحب ذلك تورّم الغدد الليمفاويّة في مناطق الرقبة والإبطين والفخذين، مع الشعور بالخمول والرعشة، ثمّ تظهر بقع ورديّة على صدر المريض تتحوّل إلى اللون الأحمر أكثر مع تقدّم الحالة، وإن لم يتمّ فحص وتشخيص المرض وعزل المريض وبدء علاجه منذ المرحلة الأولى من المرض تشتد الأعراض.
فحص وتشخيص حمّى التيفود
إنّ فحص وتشخيص المرض أصبح أسهل مع التقدّم العلمي، وتوجد العديد من الطرق ووسائل التي يمكن بها كشف الفيروس في براز أو بول المريض، أو عن طريق أخذ عيّنة من نخاع العظام. وفي الدول المتأخّرة في المجال الطبي يزيد عدد الوفيّات إلى حوالي عشرين بالمائة من المصابين؛ وذلك بسبب عدم تقديم العلاج و دواء المناسب لهم؛ حيث إنّ تحسّن الأعراض لا يعني توقّف نشاط البكتريا في الجسم، ولا بدّ من إجراء تحاليل طبيّة للتأكد من زوال البكتيريا تماماً دون التوقّف عن تناول المضادّات الحيويّة.
وطرق ووسائل الوقاية من الإصابة بالحمّى التيفوديّة تتمثل في الاعتناء بنظافة الطعام من حيث معرفة مصدر الطعام، والتأكّد من غسله جيّداً، وعدم ترك الأطعمة مكشوفةً ومعرّضةً للحشرات التي تنقل البكتيريا عن طريق أقدامها، بالإضافة إلى غسل الأيدي بصورة متكرّرة، والتأكّد من طهي اللحوم عن طريق السلق للتأكّد من قتل البكتيريا الموجودة في داخلها.