تضخم الغدة النخامية
ان هذا المرض الشائع الذي يصيب كيلا الجنسين والعياذ بالله وهي تورمات حميده اللهم عافينا اجمعين .
سوف اشرح لكم عن هذا المرض واسبابه :
ان الغدة النخامية هي الغدة الصماء الرئيسية في الجسم وهي التي تتحكم بسائر الغدد الأخرى عند إفراز هرمونات محفزة لهذه الغدد، كما أن تورمات الغدد النخامية هي تورمات حميدة (غير سرطانية) وهي شائعة حيث إن 25 % من الأشخاص يعانون من تورم أو تضخم في الغدة النخامية والتي تسبب مضاعفات للشخص.
وتقع الغدة النخامية في قاع الجمجمة خلف التجويف العظمي لمحجر العين، ويقع فوق الغدة النخامية التقاء العصبين البصريين؛ الأيمن والأيسر، كما أنه توجد بعض الأعصاب الدماغية التي تتحكم بحركة العين تمر على جانبيها، وتفرز الغدة النخامية هرمونات للتحكم بالغدد الأخرى في الجسم مثل؛ الغدة الدرقية والغدة الكظرية (الموجودة فوق الكلى) والغدد الجنسية في الجسم.
وقد يسبب الازدياد غير الطبيعي في خلايا الغدة النخامية زيادة في نشاط الغدد الأخرى، ومن ثم زيادة في هرمون الثيروكسين، الكورتيزون والهرمونات الجنسية مثل؛ التستيرون والاستروجين، كما أن تضخم وتورم الغدة الناتج عن ازدياد غير طبيعي في الخلايا قد يؤدي إلى تضخم الغدة، وتضغط على الأجزاء المهمة القريبة منها مثل؛ العصب البصري وبعض الأعصاب الدماغية التي تتحكم بحركة العين والتي توجد على جانبي الغدة النخامية.
ومن تأثيرات تضخم الغدة النخامية على العين الضغط على العصب البصري في الدماغ، وقد يلاحظ المريض عندها انخفاض أو غشاوة في الرؤية بخاصة على الجوانب، وقد يحدث انخفاض الرؤية في عين واحدة أو في العينين لذا قد لا يلاحظ المريض هذا الأمر إلا إذا قام بتغطية احدى العينين، ومن الأعراض الأخرى ازدواجية في الرؤية، وخدر في الإحساس بالوجه، وانخفاض الجفن العلوي وتوسع في حجم البؤبؤ وهذه الأعراض ناتجة عن الضغط على الأعصاب الدماغية التي تمر بجانب الغدة النخامية.
ويتم الفحص وتشخيص عادة بفحص العين عن طريق إجراء تخطيط للساحة البصرية للعين من قبل اختصاصيي العيون؛ حيث يتم الكشف عن الأمراض التي تصيب الجسم من خلال العين، وذلك قبل الذهاب إلى اختصاصي الغدد الصماء وهذا الأمر نتيجة لاضطراب هرموني وتحاليل الدم، في كثير من الأحيان يتم طلب صورة للأشعة المقطعية للدماغ أو أشعة الرنين المغناطيسي وستظهر بوضوح هذه الأورام وتأثيرها على العين والرؤية.
ولا تحتاج كل أورام الغدة النخامية إلى علاج؛ حيث إن الأورام الصغيرة التي لا تسبب أي اختلال هرموني ولا أي ضغط على الأجزاء المهمة المحيطة لا تحتاج إلى أي تدخل ويمكن فقط متابعتها.
وقد تستجيب بعض الأورام لعلاج و دواء دوائي فقط، وهذه العلاجات في الغالب مركبات تشبه الهرمونات والتي تفرز طبيعيا داخل الجسم والتي تهدف إلى حدوث انكماش في التضخم في الغدة النخامية.
وتؤخذ هذه الأدوية في الغالب بشكل مستمر، في حالة إذا كان الورم كبيرا جدا ويسبب ضغطا على عصب العين، فإن التدخل الجراحي قد يكون ضروريا لمنع التدهور في الرؤية، وعادة ما تجرى هذه الجراحة عن طريق الأنف، ولكن في حالات معينة تجرى عن طريق فتحة في الرأس. وإذا وجدت أية بقايا للورم بعد العملية، فإن العلاج و دواء الإشعاعي قد يستخدم لعلاج و دواء بقايا الورم. ومن المهم مراقبة وظائف الغدة النخامية بعد الجراحة والعلاج و دواء الإشعاعي؛ حيث إن وظائف الغدة قد تهبط بشكل كبير ويحتاج هذا إلى علاج و دواء بالهرمونات، كما أنه من المهم عمل فحص دوري للعين وأعصاب العين وعمل فحص دوري لمجال النظر وعمل أشعة رنين مغناطيسي لاكتشاف أي رجوع في الورم.
ويعتمد العلاج و دواء على تحسن الرؤية في العين وعلى صحة العصب البصري، وما إذا كان قد حدث ضمور في العصب البصري نتيجة الضغط المستمر على العصب، فضلا عن اكتشاف الورم قبل أن يكتشف، فالهدف الأساسي من العلاج و دواء هو منع حدوث أي تدهور للرؤية ولكن إذا كان العصب البصري لم يتأثر كثيرا وتم اكتشاف التضخم في الغدة بشكل مبكر فإنه توجد فرصة جيدة لتعافي الرؤية.
ولمزيد من المعلومات ننصحكم بمشاهدة الفيديو الآتي الذي يتحدّث فيه د. محمد سماحة مستشار جراحة الدماغ والأعصاب والعمود الفقري عن علاج و دواء أورام الغدة النخاميّة.