الغدة الدرقية هي من أكبر الغدد الصماء في جسم الإنسان، تقع في مقدمة العنق وتلتف حول الحنجرة على شكل فراشة تحت الغضروف الدرقي الذي يشكل بروز الحنجرة وهو ما يطلق عليه تفاحة آدم. وتحاط بغشائين ليفيين؛ العشاء الخارجي متصل مع عضلات صندوق الصوت والعديد من الأوعية الدموية والأعصاب المهمة، ويقع بين الغشائين الخارجي والداخلي نسيج ضام يسمح بحركة الغدة وتغيير موقعها أثناء عملية البلع. أما جسم الغدة فيتكون من فصوص منفردة تتكون من عدد كبير من الحويصلات، وترتبط الفصوص فيما بينها بأغلفة رقيقة من النسيج الضام، وتعمل حويصلات هذه الفصوص على تخزين الهرمونات الدرقية على شكل قطرات صغيرة. ويلتصق بالغدة الدرقية زوجان من الغدد الصماء الصغيرة مختصة بتنظيم مستويات الكالسيوم والفسفور وفيتامين دال في الجسم، ويطلق على هذين الزوجين اسم الغدد الجار درقية نسبة لإلتصاقهما مع الغدة الدرقية ومجاورتهما إياها.
للغدة الدرقية أهمية وفائدة حيوية للجسم، حيث تلعب دورا أساسيا مهما في عمليات الأيض والنمو والبلوغ؛ فتتحكم بسرعة حرق مصادر الطاقة في الجسم من بروتينات أو دهون أو كربوهيدرات، فتزيد عمليات الحرق في حالات النمو والبرد والحمل من خلال زيادة إفراز هرموناتها؛ فتزيد حرارة الجسم، ويزيد معدل وقوة نبضات القلب، ويزيد استهلاك مصادر الطاقة في الجسم (وذلك مهم في عمليات التخسيس). كما تنظم عمليات تطور وتمايز جميع خلايا الجسم، وبناء أنسجة العظم، وصنع البروتينات، وتعزيز نضوج أنسجة الدماغ في الأطفال، وتعزيز النمو عند الأطفال، وتنظيم مستويات الكالسيوم والفسفور في الجسم بالتعاون مع الغدد الجار درقية من خلال تحكمها بعمليات الإمتصاص في الأمعاء والكلى والعظام. كما تتحكم بمدى تأثر الجسم بالهرمونات الأخرى، وتتحكم أيضاً بالنشاط العصبي فتلعب دورا مهما في دورات السبات التي تدخلها بعض أنواع الحيوانات الثدية، وتزيد معدلات الإنتباه وردود الفعل.
إن الزيادة المرضية في هرمونات الغدة الدرقية لها ردود فعل عكسية على الجسم، فيسقط شعر المريض، ويصاب بالإسهال، ويفقد الكثير من وزنه، ويعاني من الهبات الساخنة والتعرق، ويكون في حالة غضب وتوتر شبه دائم ينتج عنها عدم استقرار عاطفي، كما يعاني من التعب والأرق وقلة الراحة وزيادة نشاط مفرطة. بالمقابل، فإن الإنخفاض الإنتاجي المرضي لهرمونات الغدة الدرقية يتسبب للمريض بالهبوط العام للجسم بسبب قلة الطاقة المنتجة، ويقل نشاطه، ويزيد وزنه، ويصعب عليه التركيز حيث تضعف عمليات المعالجة العقلية للأمور، ويجف جلده وشعره، ويعاني من زيادة سمك بشرته وحدوث تورمات فيها، ويعاني من الإمساك، وتنتفخ رقبته بسبب انتفاخ غدته، ويشعر بالبرد، ويعاني من النبض البطئ في القلب، كما يعاني من الإكتئاب والمشاكل وعيوب الجنسية.