الغدد الليمفاويّة
الغدد الليمفاويّة هي عبارة عن هياكل صغيرة الحجم، طريّة وليّنة دائريّة أو بيضاويّة الشكل، تتوزع بانتظام على جميع أنحاء الجسم، وتترابط فيما بينها على شكل سلاسل ليمفاويّة متصلة مع بعضها عبر قنوات مشابهة تماماً للأوعية الدموية، وكلّ واحدة من العقد الليمفاويّة مغلّفة بكبسولة مكوّنة من النسيج الضام، وفي كل كبسولة أنواع متعدّدة من الخلايا المناعية الليمفاويّة، والّتي تنتج البروتينات التي تكافح الفيروسات والميكروبات الأخرى، وتدمّر المواد الضارة التي تم التقاطها.
اين تقع وتوجد الغدد الليمفاويّة؟
تنتشر الغدد الليمفاوية في معظم مناطق الجسم، باستثناء منطقة الدماغ، لكنّها تتركّز بشكل خاص في العنق وتحت الإبط وفي الفخذين؛ حيث يوجد جزء منها قريب من سطح الجلد، والجزء الآخر عميق داخل الجسم، وحتى العقد الليمفاويّة الموجود قرب السطح لا تكون ظاهرةً للعين أو ملموسة إلّا إذا كانت متورّمةً منتفخة أو متوسّعة، وتتوزّع عبر الأوعية الليمفاويّة في جميع مناطق الجسم لتقوم بوظيفتها الأساسيّة بتصفية الدم من الشوائب، إضافةً إلى دورها الأساسي في الحفاظ على مناعة الجسم لتصب السوائل في النهاية بالأوردة في الجسم.
وتقسم الغدد الليمفاويّة في أكثر من منطقة، فهناك المجموعة الأولى "العقد الليمفاويّة العنقية"، وتوجد في الرقبة والعنق، وتمتدّ من تحت شحمة الأذن نزولاً بالفك السفلي إلى أسفل الرّقبة ومقدّمة الكتف من الأمام، وهذا المكان يحوي عدداً كبيراً من العقد الليمفاويّة الّتي قد تتعدّى 300 عقدة، وهناك المجموعة الثانية وهي الغدد الليمفاوية الإبطية، والنوع الثالث هي الغدد الليمفاويّة الأربية، وتتركّز في منطقة الفخذ، وبعضها عميق والبعض الآخر قريب من السطح.
وظيفة الغدد الليمفاويّة
يمكن تلخيص وظيفة الغدد الليمفاويّة في حفظ مناعة الجسم عن طريق حماية الجسم من الفيروسات وشتّى أنواع البكتيريا والفطريّات والكائنات المعدية الأخرى، كما أنّها تلعب دوراً في امتصاص الدهون والبروتينات في الأمعاء، كما أنّها تقوم بنقل السوائل الليمفاويّة كالبلازما وخلايا الدم الحمراء والبيضاء من الأنسجة والدم وتعيدها إلى الدورة الدموية، كما تقوم بنقل المغذيات وإقصاء الفضلات خارج الخلايا.
وحجم العقد الليمفاويّة صغير جداً لا يمكن للعين أن تراه إلّا إذا تورّمت وتضخّمت؛ فإنّها تصبح على شكل تلة صغيرة يمكن تحسسها بالإصبع، وغالباً ما تتورم هذه الغدد نتيجة التهاب في الحلق أو في الأذن أو تورّمها نتيجة العدوى الفيروسيّة، أو البكتيريّة، أو الطفيليّات، أو بعض أنواع الفطريّات، أو وجود سرطانات في المناطق المجاورة، أو وجود التهابات المفاصل الروماتويديّة، أو الإصابة بنزلات البرد .