يعد الكبد أكبر غدة في جسم الإنسان، وهي واحدة من أكثر الأعضاء البشريّة تعقيداً في تركيبها، وهي عبارة عن كتلة تزن حوالي كيلو ونصف كيلو جرام لونها بني مائل للاحمرار، وتقع في أعلى الجانب الأيمن من البطن تحت الحجاب الحاجز مباشرةً، وفوق المعدة والأمعاء، تعتبر الكبد مصنعاً كيميائياً رئيسيّاً في جسم الانسان، و مخزن كبير للغذاء، ومسؤول عن وظائف حيوية عديدة، وأي خلل يصيب هذه الغدّة؛ يؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة، تؤدي بدورها إلى الوفاة، و تشمع الكبد أحد هذه الأمراض غالباً ما تنهي حياة الإنسان، يصاب المريض بتشمع الكبد؛ نتيجة الإصابة بمرض كبدي مزمن، حيث يتم من خلاله إنتاج خلايا ليفية و عقيدات بدلاً من خلايا الكبد السّليمة، كمحاولة لإصلاح الأنسجة التّالفة.
أمّا عن أعراض تشمع الكبد، فهي أعراض خطيرة تظهر بعد فترة حضانة المرض. يعد الاستسقاء أحد هذه الأعراض، فهو عبارة عن تجمع السوائل في البطن، مما يؤدي إلى انتفاخ ملحوظ في البطن، كما تتورم قدمي المصاب كنتيجة أيضا لتجمع سوائل الجسم، وبدوره يمتد التورم إلى الساقين أو الفخذين، أو أسفل ظهر المصاب، ونتيجة للإصابة بتشمع الكبد؛ تتورم الشعيرات الدمويّة الموجودة في الوجه والأطراف العلوية، حيث تبرز هذه الشعيرات المتورمة باللون الأحمر، وأي إصابة خفيفة فيها تؤدّي إلى حدوث نزيف داخلي تحت الجلد، مما تظهر بقع زرقاء وكدمات على سطح الجلد. يؤدي تشمع الكبد إلى إختلالات هرمونية في الهرمونات الجنسية الذكورية والمؤنثة، فهو يؤدي إلى تغير كبير في الصفات الذكورية، فيصاب المريض بالتثدي، أي ما يعرف بتضخم الثدي عند الرجال وذلك نتيجة لزيادة هرمون الإسترادول في الدم، كما يؤدي إلى ضمور الخصيتين والعقم، أما عن الهرمونات الجنسية للإناث فتنقطع الدورة الشهرية، وتضمر الأجهزة التناسلية، وينمو الشعر في الوجه، وتفقد الإناث القدرة على الإنجاب كما في الرّجال.
كما يفقد مريض تشمع الكبد شهيته، وتتراجع مؤشراته الحيوية، وكنتيجة لذلك يصاب بمرض فقر الدم؛ فينخفض وزنه بشكل ملحوظ، ويصاب جسم المصاب بوهن وتعب شديدين. أما عن عرض اليرقان، فهو من أشد الأعراض التي تصيب مريض تشمع الكبد، فاليرقان عبارة عن اصفرار الجلد وبياض العينين كما اصفرار البول؛ نتيجة انسداد القنوات الصفراوية في الكبد، وقد يتحول اللون الأصفر إلى الأخضر، والذي يعتبر أشد خطورة على جسم المريض، حيث يصاحبه رغبة المريض بالحكة الشديدة، التي قد تؤدي أحياناً إلى سيلان الدماء، ويلاحظ أحياناً آثار أظافر المريض على سطح الجلد. يقول الشاعر:
ولي كبد مقروحة من يبيعني،،بها كبداً ليست بذات قروح
أبى الناس ويب الناس أن يشترونها،،ومن يشتري ذا علة بصحيح
ويودي التشمّع بحياة الإنسان، لذلك يجب على الإنسان أن يقوم بإجراء فحوصات دوريّة وأن يهتم بعافيته، ويتجنب كل ما يؤثّر سلباً عليه سواء على كبده أم على أعضائه الأخرى.
