قصة سليمان عليه السلام
جاء ذكر سيدنا سليمان في القرآن الكريم ست عشرة مرة ، و قد أنعم الله على سليمان نعماً كثيرة منها
منحه الله إصابة و ذكاء في الحكم و القضاء منذ أن كان صبيا ، و قد قضى سليمان في قصة الحرث الذي نفشت فيه غنم غير أهله و تم الأخذ بقضائه و تنفيذ حكمه
علم الله تعالى سليمان منطق الطير ، حيث كان سليمان يفهم ما تقوله الطيور و ما تريده بأصواتها إذا ما صوتت ، و كان يحاورها ، و قد كانت الطيور مسخرة بأمره فتتأمر حين يأمرها و يستعملها في بعض مهماته ، حيث استعمل الهدهد في التعرف على أخبار بلقيس ملكة سبأ و قومها
و قد فهم سليمان ما قالت النملة و تبسم من قولها ، و جاء ذلك في الآيات الكريمة التالية
وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)
و من نعم الله تعالى على سليمان عليه السلام أنه قد سخر له الرياح ، فقد كان يصرفها كيف يشاء ، مسيرتها شهر و عودتها شهر ، و كان له ما يشبه البساط المصنوع من الخشب يركبه و تطير به الريح حيث أراد، فقد كان يخرج من القدس فيقل في اصطخر و من ثم يبيت في خراسان
و قد ارسل الله تعالى على نبيه سليمان أيضاً عين القطر و التي تعني النحاس المذاب ، و كان يستخدمه في توثيق المباني و الصناعات ، فكان سليمان يبني به المصانع و العمارات العظيمة ، و قد بنى الهيكل و ما بينه من المباني الضخمة بالحجارة العظيمة ، كبناء قلعة بلعبك و بعضاً من المباني المصرية
سخر الله لسليمان الجن يعملون له التماشيل و المحاريب و القدور الراسيات و الجفان ، تطيع لهأمره و تنفذ له مطلبه ، و تعمر له العمارات الشاهقة و المباني الضخمة ، و قد جاء بيان ذلك في القرآن الكريم في سورة سبأ بالآيات التالية وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)
و قد أنعم الله أيضاً على سليمان بعدد كبير من الخيل ليستخدمها في الجهاد في سبيل الله ، و تعرض له أحياناً كالعروض العسكرية الضخمة اليوم
المراجع
الأستاذ الدكتور وهبة الزحيلي , 1992 , القصة القرآنية هداية وبيان ,دار الخير للطباعةوالنشر