حدّث النّبي عليه الصّلاة والسّلام أصحابه بأنّ المسلمون سوف يقاتلون يوماً اليهود وينتصرون عليهم، حتّى ينطق الحجر والشّجر حين يختبأ اليهودي وراءه ويقول يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله، وقد استثنى النّبي الكريم شجرةً سمّاها بشجرة الغرقد وقال بأنّها من شجر اليهود وأنّها لا تخبر المسلم إذا اختبىء اليهودي وراءها، وشجر الغرقد من النّباتات التي تعيش في الأماكن الجافة وتتأقلم مع قلّة الماء والجفاف، وتسمّى بشجر العوسج، وقد سمّي بقيع الغرقد بهذا الاسم نسبة إلى وجودها فيه، وتسمّى كذلك بشجرة اليهود، وترى اليهود في وقتنا الحاضر يزرعونها بكثافة ظنّاً منهم أنهّا ستحميهم يوماً من بأس المسلمين.
بيّن الله تعالى حقيقة عداوة اليهود للمسلمين، وكيف يتربّصون بهم على مرّ التّاريخ الدّوائر، فتراهم بين الحين والآخر يفتعلون كثيراً من المشاكل وعيوب والأزمات بينهم وبين المسلمين، فيغدرون ويعيثون في الأرض فساداً، قال تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)، لذلك ومنذ مبعث النّبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم بالرّسالة الخالدة واليهود يتربّصون بالدّعوة، ويتحيّنون الفرص بين الفينة والأخرى للنّيل من الإسلام وأذيّة المسلمين، وعلى الرّغم من تيقّنهم من نبوّة سيّدنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام بما عندهم من علم ذلك في التّوراة حيث بشّر به سيّدنا عيسى وموسى عليهم السّلام، إلّا أنّ طباع اليهود أبت إلّا الاستكبار عن قبول الدّعوة الله، فقد كانوا يتمنّون أن يكون النّبي الذي يبعث في آخر الأمّة منهم وما دروا أنّ ذلك من أمر الله وفضله يؤتيه من يشاء، والرّسالة هي اجتباء واختيار من الله تعالى.
روى التّاريخ الإسلامي معارك كثيرة حصلت بين المسلمين واليهود بسبب غدرهم وخيانتهم، ومنها ما حصل مع بنو قينقاع وبني النّضير وبني قريظة، وقد تمثّلت قمّة العداوة والبغضاء للمسلمين حين حاول اليهود قتل النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد أعلمه الله تعالى بذلك فحاصرهم وأجلاهم من المدينة إلى خيبر حيث كانت الملاذ الأخير لهم قبل أن تفتح حصونها على أيدي أبطال الإسلام، وقد استمر الغدر من قبل اليهود ومحاولة اغتيال النّبي عليه الصّلاة والسّلام حين أهدت امرأة يهوديّة إلى النّبي الكريم كتف شاه وهي تعلم بأنّه يحبّ الكتف من الشّاة، فأكلها النّبي الكريم ليخبره الله تعالى بأنّها مسمومة فيتركها لتروي بعض الرّوايات أنّه وحين حضرته الوفاة وجد أثر السّم ألماً في جسده الطّاهر.