يجد المسلم في تواصله مع ربّه سبحانه وتعالى اللذّة الكبيرة ، فهو يتصل مع مولاه في اليوم والليلة خمس مراتٍ ، يعبد ربّه ويناجيه ويبتهل إليه فالرّاحة النّفسية والبدنيّة لا تتحقّق بدون الرّجوع إلى منهاج الله وأداء الصّلوات ، والصّلاة ركنٌ أساسيٌ من أركان الإسلام يمتاز بها المسلم عن غيره ، فمن تركها جاحداً لها كفر بإجماع العلماء ، والصّلاة من أحبّ الأعمال إلى الله بل وتتقدّم على برّ الوالدين والجهاد في سبيل الله تعالى ، وإنّ من صفات المتّقين إقامة الصّلاة في وقتها والمحافظة عليها ، بل قد نعى الله أقواما أضاعوا الصّلوات واتّبعوا الشّهوات وتوعّدهم بالغيّ .
و الصّلاة إلى الصّلاة مكفراتٍ لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر ، وشبّه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم الصّلوات الخمس بنهرٍ بباب أحدنا يغتسل فيه كلّ يومٍ خمس مراتٍ ، وتخيّل صورة التّشبيه وكيف تعبّر عن حقيقة الصّلوات وثمرتها وآثارها في النّفس والجسد ، فهي كالماء تغسل الذّنوب والآثام وتنفث الخبث ، وتحدث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم عن المشاءون إلى المساجد في الظّلمات وبشرهم بالنّور التّام يوم القيامة ، وانتظار الصّلاة إلى الصّلاة من أنواع الرّباط .
و للصّلاة أركانٌ وواجباتٌ وسننٌ ، كما للصّلاة شروطٌ منها الإسلام والعقل والبلوغ ، ولها مبطلاتٌ ، فمن مبطلات الصّلاة التّكلم فيها والأكل والشرب متعمداً ، وخروج الحدثين والرّيح ، كما أن مبطلاتها عقد النّيّة على قطعها أو ربط نيّة قطعها بحدوث حدثٍ ، وتكلّم بعض العلماء عن الحركة الكثيرة الزّائدة في الصّلاة وعدّوها من مبطلاتها ، بعضهم حدّدها بثلاث حركاتٍ أو ما بلغ مقدار ركعة زمنياً وإن كان هناك خلافٌ في هذه الجزئيات ، وللصّلاة مكروهاتٌ منها إغماض العينين والنّظر في السّماء .
و قد أصيبت مجتمعاتنا المعاصرة وأسرنا ببلوىً كبيرةً ، فأصبح كثيرٌ من الأولاد لا يتربّون على الصّلاة في صغرهم ، وقد أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بتعليم الأولاد الصّلاة على سبع سنين وضربهم عليها على عشر سنين تأكيداً على أهمية وفائدة هذه الشّعيرة والرّكن العظيم .