يعتبر غسل الجمعة من الأركان المستحبة في يوم الجمعة الذي يعتبر هو العيد الروحي للمسلمين، كما ويعتبر حكمه في الإسلام مستحب، وصفته عند المالكية والشافعية تتمثل في تعميم على ظاهر الجسد بالماء شاملاً السرة فلو لم تغسل السرة لن يتحقق الغسل سواء كان غسلاً واجباً أو مستحباً وأما باطن الجسد كداخل الفم والأنف فلا يلزم غسلهما.
وثبت غسل الجمعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ورد عن عائشة رضي الله عنها :" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اغتسل من الجنابة يبدأ بغسل يديه ثم يفرغ بيده اليمنى على يده اليسرى فيغسل فرجه بعد ذلك يتوضأ وضوء الصلاة، ثم يأخذ الماء ويدخل أصابعه في أصول الشعر حتى إذا رأى أنه قد استبرأ، ثم حفن على رأسه ثلاث حفنات، ثم يفيض على سائر جسده ثم يغسل رجليه.
كما وتعتبر الفائدة من هذا الغسل هو التطهر والتنظيف لأداء صلاة الجمعة ، هذه العبادة التي تعتبر عمود الإسلام ، لذا كان من المهم أن يتعرف المسلمين على ما تناقلته السيرة النبوية ومصادر التسريع الإسلامي حول أهمية وفائدة معرفة الأداب الواجب مراعاتها في أداء العبادة، حيث كان من بينها غسل الجمعة الذي يهدف إلى تطهير الجسم وإزالة النجاسات.
وحول مشروعية غسل يوم الجمعة ذهب بعض الأئمة إلى اعتباره واجب كما روي عن رواه أبو سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم والسواك، وأن يمس من الطيب ما يقدر عليه » [متفق عليه].، وعن الوقت المستحب والمشروع لأداء هذا الغسل ، فمن الجدير بالذكر أن العلماء اختلفوا في تحديد وقت الغسل لصلاة الجمعة ففي الحديث « لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا » [رواه البخاري] فالمراد باليوم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس لهذا ذهب الظاهرية إلى أن سنة الغسل تحصل بالاغتسال ولو بعد صلاة الجمعة لأن الغسل عندهم ليوم الجمعة ولا يختص بالصلاة فقد أخذوا بظاهر النصوص وهذا خلاف ما أجمعت عليه الأمة .
وأوضح النووي عن حكم من أحدث بغد الغسل وقبل الذهاب للصلاة فلا يجدر به أن يعيده ،وذلك لأن المقصود من الوضوء هو التنظيف وإزالة الرائحة فلا يؤثر بعد الحدث في إبطاله ونقل النووي الإجماع على هذه المسألة. وسئل الشيخ ابن عثيميين رحمه الله عن الأمور الواجب فعلها من أراد الذهاب لصلاة الجمعة فأجاب :" يسن له أن يتنظف ويتطيب لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع أن يتطهر، ويدهن من دهنه، أو يمس طيباً من بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ، ثم ينصت اذا تكلم الإمام إلا غفر لخه ما بينه وما بين الجمعة الأخرى) .