الاستخارة
كثيراً ما يُقْبِل المرء على فعل شيء ويحتار إن كان الإقدام عليه ناجحاً أو فيه سوء، كمن يريد الزواج أو الدراسة في اختصاص ما أو الدخول في مشروع، أو حتى النشاطات اليومية المتنوعة، كل ذلك - سواء كان صغيراً أم كبيراً - لا يعرف الإنسان نتيجته إن كانت خيراً وتوفيقاً أو شراً وشقاءً، لذا فقد سنّ لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم صلاةً خاصّةً بدعاء خاص نلجأ فيه إلى الله عزّ وجل، ونطلب منه أن يختار لنا الخير وييسره لنا، وفي اللجوء إلى الله راحةً للمسلم وثقةً بأنّ ما يختاره له ربّه هو الخير.
طريقة صلاة الاستخارة
- الوضوء لها كغيرها من باقي الصلوات.
- النيّة لصلاة الاستخارة.
- صلاة ركعتين تماماً كباقي الصلوات، مع قراءة سورة "الكافرون" في الركعة الأولى و"الإخلاص" في الركعة الثانية.
- بعد السلام: رفع اليدين والثناء على الله تعالى وحمده والصلاة على النبي وقول دعاء الاستخارة الذي حدّده لنا النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر الحاجة التي يريد، ثمّ الصلاة على النبي والتوكّل على الله بأنه سيختار له الخير.
دعاء الاستخارة
علّمنا النبي صلى الله عليه وسلم دعاءً خاصّاً ندعو الله به بعد صلاة الاستخارة ونصّه:
"اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِك، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ. (وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ) وَفِي رواية ثُمَّ (رَضِّنِي بِهِ)" رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (1166).
معرفة نتيجة الاستخارة
- الأصل في الاستخارة أن يمضي الإنسان بعد أن يستخير الله عز وجل وجل في الإقدام على فعل ذلك الأمر، فإن أراده الله له وكان فيه خيرٌ يسّره وسهّل الطريق إليه، وإن كان فيه شرٌّ وضع العقبات أمامه ولم يكتب له التيسير، ففي هذا إشارة إلى أن يُقدم على فعل الأمر أو يتركه.
- ليس شرطاً أن يرى الشخص المستخير رؤيا كي يبني عليها الاستخارة، ولكن يمكن أن تقع هذه الرؤيا من الله عز وجل، فإن أمكن تأويلها من قِبَل أحد المفسرين العالمين بالرؤى، فهذا يساعد كثيراً في تحديد الوجهة في السير. وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الرؤيا الصالحة من المبشّرات.
- انشراح الصدر للأمر الذي يستخير الإنسان فيه ربّه يمكن هو إحدى العلامات و دلائل في الاستخارة، فإن وجد نفسه مرتاحاً فليتوكل على الله ويكمل طريقه فيه، وإن وجد في نفسه انقباضاً يُعرِض عنه. وذهب بعض العلماء إلى أن الانشراح ليس شرطاً في الاستخارة، فالأساس أن يمشي الإنسان في أمره سواء وجد انشراحاً أم لم يجد، ويجعل الأساس في طريقه تيسيرَ الله تعالى، إن كان خيراً سهّل له الأمر، وإن كان شراً عسّره.