النقود
النقود هي عبارة عن وحدة تبادلٍ تجاري، تختلف هذه الوحدة وتتنوع من بلدٍ لآخر، وتعتبر النقود شكلاً من أشكال تسهيل عمليّة التبادل التجاري الذي حلّ مكان التبادل القديم، والذي كان عبارةً عن سلعٍ متبادلة.
يمكن تداول النقود من مكانٍ لآخر في سوق الصرف المتواجد في المكان. عرّف الاقتصاديّون النقود بأنه الشيء المقبول بشكلٍ عام في عمليّة الدفع، بهدف الحصول على سلعة أو خدمة اقتصاديّة، أو لسداد الديون.
أنواع النقود
- النقود السلعيّة: تأتي على شكل سلعٍ استهلاكيّة، أو أحجار كريمة أو أنواعٍ من الفراء والجلود، أو بعض أنواعٍ من الماشية.
- النقود المعدنيّة: استخدم في صناعة هذا النوع من النقود الذهب والفضة، لتميزهما عن المعادن الأخرى في عددٍ من الخصائص، ومن أهمها أنهما معدنان نفيسان ومتينان ومقاومان للظروف المناخيّة على اختلافها كما يحدث مع المعادن الأخرى.
- النقود الورقيّة: ظهر هذا النوع من النقود بعد تردد الناس على الصيّاغ، بما يملكونه من نقودٍ ذهبيّة لحفظها في خزائنهم مقابل إيصالٍ يسلمه الصائغ لمالك النقود، ويتعهد بموجبه برد النقود إلى مالكها فور طلبه لها، ومع تكرار هذا الأمر حظيت هذه الإيصالات بثقة الناس وأصبحوا يتداولونها فيما بينهم دون الحاجة لوجود النقود الذهبيّة معهم، فهذه الإيصالات تعني القدرة على الحصول على القيمة المدونة به من الذهب وقت الحاجة.
- النقود الكتابيّة: هي عبارة عن القيود التي تُحفظ في البنوك (الودائع).
أول دولةٍ استعملت النقود
لم يستخدم الإنسان النقود مطلقاً إلاً بعد تركه الحياة في الغابات، التي لم تكن تُلزمه فيها باستخدام النقود، وظهرت الحاجة للنقود بعد تنوّع المناطق التي وصل إليها الإنسان وعاش بها، وازدياد متطلباته واحتياجاته التي لم تكن في كثيرٍ من الأحيان متواجدةً في محيطه، وإنما يملكها أشخاصٌ آخرون في مناطق أخرى، فكان لزاماً عليه اختراع طريقةٍ أو شيء ذي قيمة للتمكن من الحصول على هذه المتطلّبات أو تبادل الأشياء المختلفة.
في العصور الغابرة استخدم الصينيّون المحار كوسيلةٍ رسميّة في عمليّة تبادل المواد والسلع، وبقي الأمر على هذا النحو حتى مطلع القرن الرابع قبل الميلاد، والذي تمّ فيه ظهور العملة المعدنيّة للمرة الأولى في بلاد اليونان، وكان للثور أثر كبير في تلك البلاد، لأنه كان يتمّ بيع الجارية على سبيل المثال بأربعة ثيران، فكان هذا الأمر يسبب خسارةً كبيرة لعدم القدرة على التجزئة في طرق ووسائل التعامل والتبادل، ومن هنا اتجه التفكير إلى الضرورة الملحّة لإيجاد وسيلةٍ أخرى للتبادل والاعتماد عليها.
يجب أن تتميّز هذه الطريقة بالمنفعة والبقاء، ومن هنا جاءت فكرة استخدام المعادن كوسيطٍ في عمليّة التبادل، وتتميز المعادن بسهولة حفظها وثبات معيارها وديمومتها وسهولة حملها ونقلها، وأيضاً تتميّز بإمكانيّة تجزئتها، وهكذا استخدمها الإنسان، وكان استخدامها بدايةً مسؤولية مالكيها الذين قاموا بنقش أسمائهم عليها، ثم تدخلّت الدولة لتضع حداً لهذا الأمر، وختمت على المعادن ختمها الرسمي، بهدف عدم التزييف في الفضة والذهب، ولتصبح أكثر قانونيّة.
من هنا بدأت الخطوة الأولى في سكّ النقود، وكانت الدولة تفعل هذا الأمر في البداية بشكلِ مجاني، ولكنها رأت فيما بعد ضرورة شراء المعادن وضربها لحسابها الخاص بعيارٍ ووزنٍ ثابتين، كنوعٍ من تعزيز مكانة الحاكم والسلطان في دولته.
كان الليديّون وهم سكان آسيا الوسطى أول من قام بضرب نقودٍ معدنيّة خاصةٍ بهم، وقاموا بتداولها محليّاً في عهد الملك (كرويسيوس) أو قارون العرب، تلاهم الإغريق الذين كانوا يسكنون بحر إيجة، ثمّ بلدان البحر الأبيض المتوسط، ومنهم انتقلت النقود إلى بلاد الهند وبلاد فارس.