في ظل التطور التقني الذي شهدته السنون الأخيرة، أخذت المعلومات منحى آخر غير الذي كانت عليه قبل العقدين الآخرين، وخصوصاً بعد التطور الذي شهدته الشبكة العنكبوتية أو ما يعرف عالمياً بشبكة الإنترنت، فبعد أن كانت المعلومات تخزن عن طريق الكتب وفي المكتبات، أصبحت تخزن على الأقراص المدمجة والأقراص الصلبة وشبكة الإنترنت وبكميات ضخمة وأحجامٍ هائلة لا تستطيع أكبر المكتبات العالمية استيعابه، مما يسَّر وسهَّل سرعة الحصول على المعلومات المطلوبة، عن طريق تسهيل وتنوع طرق ووسائل البحث عنها، وخصوصاً تلك المخزنة على شبكة الإنترنت العالمية، مما مهد لظهور ما يعرف بمحركات البحث.
فمحرك البحث هو ذلك البرنامج الذي طوره المبرمجون ومختصو الحاسوب وتقنية المعلومات حتى يقوم بمساعدة الباحثين على إيجاد ما يبحثون عنه، عن طريق عرض النتائج التي تتعلق المواضيع قيد البحث والمتوافرة أو المخزنة على شبكة الإنترنت، فعندما يقوم الباحث بإدخال العنوان الذي يبحث عنه أو حتى عندما يقوم بإدخال أية كلمة مفتاحية تتعلق بموضوع بحثه في شريط البحث الخاص بمحرك البحث، يقوم هذا المحرك بعرض النتائج والمعلومات المتوافرة على مواقع شبكة الإنترنت المختلفة حيث تتنوع هذه النتائج والمعلومات بين مقاطع الفيديو و الوثائق والصور والخرائط والمقالات والعبارات وكلمات وعبارات والجدوال وملفات الPDF وملفات قابلة للتنزيل على الحواسيب الشخصية و الصوتيات وغيرها العديد من النتائج والملفات ذات الامتدادات المختلفة. من أشهر محركات البحث محرك البحث بينج (Bing) ومحرك البحث ياهو (Yahoo) ومحرك البحث جوجل (Google).
محرك البحث (Google):
انطلقت جوجل في عام 1996 ميلادية، وكانت بديتها بسيطة ومتواضعة، حيث أنشأها الثنائي بيج وبيرن عندما كانا يقومان بتجهيز رسالة الدكتوراة الخاصة بهما، فقد عمل الثنائي بيج وبيرن على تطوير نتائج محركات الالبحث عن طريق الربط ما بين النتائج وعدد مرات الالبحث عن الموضوع، إلى أن قاما بإنشاء شركة جوجل عام 1998 بعد أن استطاعا حيازة براءة اختراع متعلقة بمحرك البحث الخاص بهما جوجل. تعتمد جوجل في أرباحها على ما يعرف بالإعلان المتعلق بنتائج البحث.
يمتاز محرك البحث الخاص بشركة جوجل بأنه المحرك الأكثر شيوعاً واستخداماً في كافة أرجاء المعمورة، لما يوفره من سهولة في الإستخدام وتنوع في النتائج البحثية وخيارات واسعة تسهل على الباحث إيجاد ما يبحث عنه بأسهل الطرق ووسائل وأقل عدد من الكلمات وعبارات حتى وإن لم يكن على علمٍ كافٍ بالتفاصيل المتعلقة ببحثه.
استطاعت شركة جوجل التوسع، فلم تجعل نفسها محصورة فقط في مجال محرك البحث فنجد أنَّها طورت نظاماً رائعاً للخرائط يدعى بـ (Google Earth)، كما استطاعت تطوير بريد جوجل (Gmail) الذي لاقى رواجاً واسعاً بين المستخدمين، بالإضافة لشبكة التواصل الإجتماعية (Google+)، كل هذا عدا عن خدمات التحزين السحابية (Cloud) وغيرها الكثير من الخدمات والبرمجيات.