تعتبر السباحة في ماء البحر، من الهوايات الجميلة والممتعة التي يمارسها الكثير من الناس، وخاصّة في فصل الصيف، كباراً وصغاراً، أطفالاً ومسنّين، حيث يقضون اجمل وافضل الأوقات وأحلاها، إن كان في قضاء يوم للراحة والاستجمام، أو تمضيّة أسبوعٍ كاملٍ كإجازة عن العمل والتعب من أشهر سابقة، أو حرمان الخروج والتنزّه خلال فصل الشتاء، ولعلّ أغلب الناس لا يدركون الفوائد الكبيرة التي يحصلون عليها من ماء البحر، إن كانت جسدية أم نفسية.
يعتبر ماء البحر من أهم العلاجات الفعّالة التي تعالج أمراض البشرة التي تصيبها، كمرض الصدفيّة وأيضاً الحساسيّة الجلدية بمختلف أنواعها، حيث إنّ نسبة الملح العالية في الماء تجعل منه مادة معقّمة خاصّة عندما ترتفع درجة الحرارة في الماء في فصل الصيف، ومن شأنّه أيضاً أن يساعد على التئام الجروح والندبات لكونه يعتبر مادة تطهيريّة، وخاصّة عند وجود حب الشباب، عدا عن الحيوية التي تكسبها البشرة والنضارة التي تتمتع بها لتصبح أكثر إشراقاً وجمالاً.
تركيبة ماء البحر غنيّة بالكثير من المعادن والعناصر التي يحتاجها جسم الإنسان، حيث نجد الوفرة في الأملاح جميعها، كأملاح البوتاسيوم، وأملاح الصوديوم، وأيضاً أملاح الكالسيوم، إضافة إلى الكلور، والتي من شأنّها أن تتسرّب عن طريق الجلد إلى المفاصل، وخاصّة عندما تكون درجة حرارة الماء فوق الـ 30 درجة مئويّة، وبذلك فإنّه إضافة إلى منح الجسم لهذه المعادن فإنّه يسحب السموم المتراكمة.
إنّ ماء البحر يعتبر علاجاً هاماً لمرض الروماتيزم وخاصّة التهاب المفاصل، وتعود أهميته إلى أنّ جسم الإنسان يقلّ وزنه في البحر، الأمر الذي يؤدّي إلى التقليل من ضغط الوزن على المفاصل، فقد أُكّد أنّ الجسم عندما يكون مغموراً في الماء لا يزن من الوزن الحقيقي أكثر من 10% منه، وبذلك تكون الحركة أكثر سهولة وخفّة لأداء بعض التمارين الرياضية.
يعتبر البحر من أهمّ العلاجات النفسيّة التي تساهم في ترويض النفس، وتعديل المزاج، وتهدئة الأعصاب، وخاصّة خلال الجلوس على الشاطئ ومراقبة الأمواج ومنظر الغروب، الذي يبعث على التأمّل والهدوء والسكينة، فالجلوس قرب البحر بحدّ ذاته يعتبر مضاداً للاكتئاب طبيعياً، ومزيلاً لأعراض التوتّر.
إنّ ما من أحد يذهب للبحر، ويكتفي بالسباحة في الماء فقط، إذ لا بدّ من الجلوس على رمال الشاطئ، والتي بدورها تقوم بعمل تقشيرٍ طبيعي للجلد ليكسب النعومة والنضارة من جديد، ويعتبر ماء البحر من احسن وأفضل العلاجات من الإصابة بالإنفلونزا، حيث يساعد دخول ماء البحر في الأنف على تعقيمه وخاصّة سيلان الأنف، فماء البحر نعمة علاجية طبيعيّة ممتعة، منحنا إيّاها الخالق بالمجان.