جدول المحتويات
خلَقَ الله تعالى هذهِ الحياة، وخلَق لها نهاية وهي الموت؛ فالموت قد كتبهُ الله على كلّ خلقه، وكلّ ما على الأرض وفي السماوات سيفنى إلاّ الله جلَّ جلاله، وقد خلَق الله الموتَ والحياة ليبتلينا وليختبرنا، فإمَّا أن نعمل صالحاً وتكون عاقبتنا إلى الجنّة بإذنه جلَّ وعلا، أو يكون والعياذ بالله غير ذلك.
ولا أحدَ منّا يُحبّ الموت، ولكن تختلف الأبعاد النفسيّة لتأثير ونتائج فكرته على بعض الناس؛ فهُناك من يتقبلّ الأمر ويعلم بأنّه واقع لا محالة، فبالتالي يقبل الأمر ويدع التفكير فيه لأنّه خارج عن إرادته، وهُناك من الناس من يقلقون ليل نهار وتتنغّص عليهم حياتهم جراء الخوف من مجرّد التفكّر في الموت ونهاية الإنسان، فكيف نتخلّص من الوسواس والخوف من الموت.
علاج و دواء وسواس الخوف من الموت
- اليقين التامّ بأنَّ الموت أمرٌ مقدّر على كلّ الخلق وبأنَّ الموت ليس لك وحدك؛ بل سبقكَ إليه مليارات البشر، وسيُصيب كلّ إنسان مهما علا شأنه وازدادت منعته، وبإيمانك الجازم بأنَّ الموت مُقدّر من عند الله سيزداد منسوب الثقة، ويبدأ الخوف بالتلاشي رويداً رويداً.
- التجهّز للموت يُعين على المرء استقباله؛ لأنّ من أعدَّ للأمر عُدّته خيرٌ من الغافل، ويكون التجهّز للموت بالإكثار من الطاعات والإيمان بالله عز وجلّ وبرسولهِ صلّى الله عليه وسلّم، وإذا كُنت على طاعة دائمة وعلى ذكرٍ دائم فإنَّ الله لن يقبضكَ إلاّ على طاعة وعلى برّ، وستكون عاقبتك بإذن الله إلى الجنّة.
- الإحسان إلى الناس والخلق وعدم الإساءة إليهم، فأنت عندما تظلم وتتمادى في العدوان إلى الناس فلا شكَّ أنَّ ذلك سيضع الخوف في قلبك؛ لأنّك تعلم عِلم اليقين بأنّ إساءتك للآخرين هي من أنواع الظلم الّذي يُعاقب عليه الميّت، ويُخشى عليه العذاب في القبر ويوم القيامة.
- المُبادرة إلى التوبة بينك وبين الله، وكذلك أرجع الحقوق فوراً إلى أصحابها؛ لأنَّ التوبة والإنابة إلى الله وكذلك أن تطلب من الناس الذين أخطأت في حقّهم أن يُسامحوك سيزيد من راحتك النفسيّة، ويجعلك لا تقلق من فكرة الموت كما لو أنّك على غير توبة أو إنابة.
- حاول أن تطرد الأفكار التي تتكرّر في ذهنك حول الموت وما بعدَ الموت، وليكُن تركيزك على ما ينفعك، وبأن يكون الموت سبباً في أن تُقدّم الخير في الدّنيا لا أن تكتئب وتحزن وتقلق، لأنّك مأمور بالإنتاج وتقديم الخدمة لك ولمن حولك من الناس، وحاول أن تجلس مع أصحاب الطاقات الإيجابيّة الّذين يُثيرون التفكير لديك بكلّ نافع ومُفيد، وخصوصاً عندما تملأ أوقات فراغك بالمشاريع النّاجحة والرياديّة التي تجعلك إيجابيّا بعيداً عن الهموم وعن التفكير السلبي.