كثير من الناس يعانون من الوساوس، فكل إنسان معرض لهذا النوع من التفكير، و لكن هذا الوسواس يتخذ الحالة المرضية في حالة واحدة فقط و هي إذا تجاوز هذا الوسواس الحد الطبيعي إلى المبالغ فيه عندها يتخذ الوسواس الشكل المرضي و الذي يستدعي العلاج، فالوسواس هو اعتقاد يأتي للإنسان، يوهمه بأنه فعل أمراً ما بصورة خاطئة، لهذا يتوجب عليه ان يعيد فعله ليكون بالصورة الصحيحة، و من هنا فإن الوسواس يدخل الإنسان في حالة لها بداية و ليس لها نهاية من تكرار العمل و بدون أية نتيجة تذكر، مما يسبب له الإرهاق و التعب و مما يسبب الإزعاج لمن حوله، إذا اتخذ الوسواس الشكل المرضي و كان زائداً عن الحد الطبيعي.
و الاسم العلمي لمرض الوسواس هو الوسواس القهري و هو أحد الأمراض العصبية و التي تنتج عن انفصال أجزاء الدماغ في الإنسان عن بعضها البعض، و تحديداً بين الجزء الامامي و الجزء العميق من الدماغ، مما يدفعه إلى تكرار نفس العمل لمجرد التأكد منه و من إتمامه على أكمل وجه، حيث ان ما هى اسباب هذا المرض الفعلية و المباشرة لا زالت قيد البحث والدراسة إلا ان هناك العديد من الفرضيات التي وضعت كبعض التغييرات الكيميائية في الجسم إضافة إلى الفرضية التي تقول بأنه ناتج عن تراكم بعض الأحداث التي أدت إلى هذا السلوك، أو أن هناك نقصاً في بعض المواد في الجسم و ما إلى ذلك من فرضيات متعددة.
علاج و دواء الوسواس المرضي القهري يدمج بين عدة طريق في آن واحد كالأدوية والعلاج و دواء السلوكي ، إضافة إلى تغيير نمط المعيشة و العادات الروتينية، كما و يستخدم العلاج و دواء الكهربائي في بعض الحالات، و أخيراً وإذا لم تجد أيّة حالة من هذه العلاجات نفعاً يلجأ الطبيب حينها إلى الجراحة كحل أخير للوسواس القهري. اما إذا كان الوسواس عادياً، فيتوجب على الإنسان أن يكثر من إلهاء نفسه بأشياء مفيدة، وأن يملأ وقت فراغه بما يحبه من الأنشطة، كما ويتوجب عليه الإكثار من مخالطة الناس، و زيادة الثقة بالنفس و إقناع و ماسك النفس بان العملية التي قام بأدائها قد تمت على أكمل وجه ، كل هذه الأمور تساعد على أن يتخلص الإنسان من الوسواس ، و لكن إذا تعدت الحالة الحد الطبيعي فيجب الإسراع في مراجعة الطبيب لأن ذلك قد يفاقم المشاكل وعيوب عند هذا الشخص.
