رياض الأطفال هو المكان الأوّل الذي يتّجه إليه الأهل كمرحلة ثانية في حياة الطّفل، حيث ينتقل للإعتماد على نفسه والتعرف عل البيئة الإجتماعية والتّعاون بين الأطفال وإكتساب مهارات الإتصال والتواصل بشكلها الأوّلي بما يتناسب مع عمره. وهنا تبدأ شخصية الطّفل بالظهور بشكلها الأساسي حيث ترتسم ملامحها لتنضج أكثر، وهنا سنتناول تعريف ومعنى وماهيّة رياض الأطفال.
إن الرّوضة أو الحضانة المدرسيّة هي المكان المنظم الأوّل الذي ينتقل إليه الطّفل من بيته ليكمل مشوار حياته الطويل. لذا وجب أن يكون هذا المكان امتداداً طبيعياً للبيت بحيث يشكل اسمتراراً لشعور الطّفل بالأمان والإستقرار والألفة، كما ويعتبر إغناء الرّوضة بالمثيرات المنظمة عاملاً هاماً في تعرّف الطّفل بالعالم من حوله بشكل سهل وبسيط والذي يشكل مدخلاً طبيعياً لنمائه المعرفي والإنفعالي والجسمي.
إن طريقة تنظيم البييئة تعطي صورة واضحة عن مدى معرفة القائمين عليها بخصائص نمو الأطفال وحاجاتهم، بالتالي فهي تعكس الأفكار التربوية التي يتبنّاها المسؤولون عن الرّوضة. ويعتبر تننظيم البيئة أيضاً وسيلة وأداة أساسية في إطار فلسسفة تربوية تعتمد على خصائص نمو الأطفال وتنطلق من حاجاتهم، ولذلك يتحتم على كل مربية أن تعتبر تنظيم البيئة من الوسائل التي تساعدها في تحقيق الأهداف التربوية.
لذلك يجب تنظيم الرّياض التي تستقبل الأطفال بضع ساعات في اليوم بطريقة تضمن لهم البيئة الآمنة صحياً وجسمياً وإجتماعياً ونفسياً، وأن تتوفر فيها إمكانات اللّعب والتعلم وممارسة مختلف أنشطة التجريب والإكتشاف، وتوفر لهم فرص التحرك والإنتقال دون أن تشكل تجهيزات الرّوضة أو أوامر المربية بالصمت والهدوء عائقاً لهم. بيئة التعلم تأخذ بعين الإعتبار الفروق الفردية بين الأطفال من خلال معطيات متنوعة تتضمن المألوف والجديد وتسمح لكل طفل أن يأخذ حاجته منها، فتتاح الفرصة لبناء المفاهيم ليس من خلال تلقينها بطريقة مجرّدة بل من خلال إفساح المجال له ليرى، يصغي، يمسك، يحس، ويعمل أشياءّ بنفسه. إنها البئية التي يكون التركيز فيها على الفهم الذي يتأتى من الخبرة والوقت الكافي للنمو. تنظيم البيئة لا يؤثر على التعلم فقط بل على سلوك الأطفال أيضاً.
أهداف الرّوضة أو رياض الأطفال: تنمية قدرات الأطفال وإعدادهم للمدرسة، لذا كان لا بد من أن يكون تنظيمها بطريقة تجعلها حقلاً غنياً بالخبرات يكتسب الطّفل ويبني من خلاله المرتكزات الأساسية الضّرورية لمجابهة مراحل الحياة المختلفة في إنسجام مع بيئته.
توفير أماكن للحركة وأماكن التّعبير عن الذات تساعد في تشكيل الأساس الذي سيؤثر على النمو المستقبلي للطفل، حيث تشير الأبحاث إلى أنّ الأطفال يستجيبون للألوان في بيئتهم بقدر ما يستجيبون للأشكال والتنظيم من حولهم. حيث أن طريقة تنظيم البيئة ممع الألوان تساعد على تطوير الخارطة المعمرفية ووضع خطط وتنبؤات لتحركاتهم في الرّوضة. فذلك يؤثر على التوجه والسلوكالإبداعي والذاكرة وهي كلها عوامل مهمة في التعلم.
ختاماً، رياض الأطفال يشكّل منعطفاً هاماً في حياة الطّفل، ويملك من التأثير ونتائج نسبة كبيرة على حياة الطّفل وتوجهاته وسلوكياته وطريقته في التعامل في المراحل التي تلي رياض الأطفال. ولهذا يجب أن ينال من الاهتمام قدراً كبيراً من قبل المختصين والقائمين عليه.