خلق الله الإنسان وأودع فيه سر النمو والتطور فيمر جسده بمراحل متمايزة عن بعضها البعض تبدأ بالولادة ومرحلة الضعف والعجز الكامل وتنتهي بالموت السابق لها الضعف والعجز الكامل لدى بعض الناس، ولكن هناك بعض المراحل الفارقة في حياة كل إنسان يتغير فيها وينقلب كل شيء انقلابة كاملة في كل التوازنات لتخلق توازنات جديدة يجب الإنتباه لها ورعايتها بأهمية وفائدة كبيرة، ومن هذه الإنقلابات هي بلوغ الذكور سن البلوغ.
وفي مجتمعنا العربي وخصوصاً في هذا العصر عدم اهتمام الآباء بتلك المرحلة التي تحدد سلوكه وتوجهه، حيث يجب أن يزود بالباقة المعرفية الكاملة له، وأيضاً تحصينه ضد الشرور التي من الممكن أن تحدق به بطريقة ذكية ولطيفة وتوجييه إلى الالبحث عن المعلومة لدى أبويه وعدم أخذ المعلومات من الخارج على عواهنها، وفعلياً يبدأ سن البلوغ عند الذكور في العام الخامس عشر من العمر، أو كما كان يقول علماء الفقه الإسلامي على خمس عشر سنة قمرية يبدأ البلوغ لدى الذكور، وهذه مسألة مرتبطة بمعايير عديدة اهمها التغيرات التي يظهرها الجسم بعد البلوغ فمنها:
- خشونة الصوت.
- واتساع المناكب والكتفين.
- وظهور الشعر تحت الإبط وفوق العانة.
- وقد يستحلم في تلك الفترة.
وكل هذا الأعراض يجب أن تدرس بعناية وأن لا تترك من الوالدين فعليهما أن يقدما النصح الكامل لإبنهما حول ما يحدث معه بالضبط دون مواربة أو حياء، فإن المواربة والحياة في مثل هذه القضايا تدفع الصبي إلى الخروج والإنفتاح إلى عالم التجارب لإستقاء المعلومة والتي يندم عليها لاحقاً كل من الصبي وأبواه وذلك بسبب الخلل الذي سيطرأ على الشخصية الداخلية له وكذلك تصرفاته الخارجية وعلاقاته مع الآخرين من الجنسين، والخوف من تطورات قد تحدث قد تأتي بنتائج كارثية على كل من نفسه وأبواه، ولكن يمكن تفادي هذه الأمور بالتعليم والمصارحة وتوضيح المخاطر ووضع الصبي على الصراط المستقيم وفتح الفرصة لديه للسؤال عن ما يبدو له غامضاً بطريقة تشعره بأن أبواه يتفهمان تعرف ما هو فيه من الفضول، وأيضاً يجب التقرب من الإبن في تلك المرحلة لمعرفة مغامراته الخارجية وكيف يتعامل مع العالم الخارجي المحيط به، وهل له علاقات مفتوحة مع آخرين من جنسه أو من غير جنسه، ومعرفة أصدقائه وأماكن ذهابه وايابه بطريقة سرية لا تشعره بأنه مقيد ومرتبط بأمور لا يستطيع الافلات منها، بل الواجب إعطاءه الحرية الذكية بحيث يرافقه والده في بعض النزهات التي يقوم بها كصديق له يتحدثان ويتسامران ويتعرف على أصدقائه ويدعوهم إلى البيت ليتعرف عنهم أكثر.
لا بأس في فتح العلاقات الإجتماعية مع آباء الأصدقاء والوصول إلى طريقة قويمة لتقويم وتحسين سلوك جميع المجموعة بالتعاون ما بين الآباء في ذلك، وكل هذه الطرق ووسائل إن اجتمعت في تلك المرحلة فإن الصبي سيجتازها بكل يسر وسهولة دون أن يتحمل عواقب لا يستطيع أن يحمل تبعاتها مستقبلاً.