تختلف مراحل حياتنا وتتنوّع، فالطفولة ثمّ المراهقة فالشباب فالشيخوخة. لكّل مرحلة من عمرنا نمرّ بها لها ميّزاتها وسلبياتها، ومن خلالها نكتشف في أنفسنا أشياء جديدة لم نكن نعيها في المرحلة التي سبقتها. هنا سيكون حديثنا عن المرحلة العمريّة التي تلي مرحلة الطفولة، والتي بها ندخل بها اجمل وافضل أطوار حياتنا وأغربها حتّى، ألا وهي مرحلة المراهقة.
المراهقة في حياتنا هي الفترة التي تلي البلوغ وتسبق مرحلة الرشد، وفيها تنضج صورة الطفل الذي نعرفه لتكوّن الصورة الأوليّة لهذا الطفل بصورة شابّ أو فتاة ناضجة. وتكون هذه المرحلة محمّلة بآثار الطفولة مع الصورة الجديدة لشكل الإنسان. فالمراهقة تعني إقتراب الشخص من مرحلة النضوج في الجسم والعقل والحياة الإجتماعيّة والنفسيّة الخاصّة به. ومرحلة المراهقة هي المرحلة التي تمتد من عمر الحادية عشرة حتّى عمر الواحد والعشرين. ويجدر بنا الذكر أنّ المراهقة هي مرحلة تختلف عند الشخص عن مرحلة البلوغ، فالبلوغ لا يتضمّن سوى الجانب الجسدي والجنسيّ سواء للذكر أو الأنثى وتعرف على ما هى إلّا علامة من علامات و دلائل الدخول في مرحلة المراهقة ، بينما المراهقة فهي أشمل وأوسع.
إنّ المراهقة لدى كلّ فرد فينا تمرّ بثلاث مراحل أساسيّة. المرحلة الأولى هي التي تمتد من عمر الحادية عشرة حتّى الرابعة عشرة، وهي تتصف بحدوث وملاحظة تغييرات بيولوجيّة سريعة على جسم الإنسان. أمّا المرحلة الثانية فهي المرحلة التي تمتد من عمر الرابعة عشرة حتّى عمر الثامنة عشرة، وهنا تكتمل كل التغييرات البيولوجيّة التي تحدث في جسم الإنسان. أمّا المرحلة الثالثة من مراحل المراهقة فهي المراهقة المتأخرة والتي تمتد من عمر الثامنة عشرة حتّى عمر الحادي والعشرين، وهنا يصبح الإنسان بشخصيّة واضحة، وبمظهر الإنسان الراشد والمتصرّف.
هناك عدّة علامات و دلائل تدّلنا على دخول الفرد بمرحلة المراهقة، والتي يجب على الأهل الإنتباه إليها لأنّها بداية التأثير ونتائج في الفرد بشكل كبير. ومن هذه العلامات و دلائل أوّلاً علامة النموّ الجسدي، وهي تختلف بين الذكور والإناث. حيث أنّ الإناث يزيد لديّهنّ الطول بشكل سريع ونلاحظ توسّع في الأوراك لديّهن مع علامات و دلائل أخرى، أمّا الذكور فهم يمّرون بمرحلة نموّ سريع أيضاً وزيادة سريعة في الطول وتوسّع للمنكبين. أمّا العلامة الثانية من علامات و دلائل المراهقة فهي علامات و دلائل النضوج الجنسيّ، وهي مرتبطة لدى الإناث بالدورة الشهريّة وما لها من تبعات وعلامات، أمّا الذكور فهي تتعلّق بالعضو الذكريّ. أمّا العلامة الثالثة من علامات و دلائل المراهقة فهو التغييرات النفسيّة التي تمرّ بها الشخص في مرحلة المراهقة، وهذه العلامات و دلائل بالذّات يجب على الأهل عدم إهمالها والإهتمام بها.
لا تمرّ مرحلة المراهقة لدى الأفراد مرور الكرام في حياتنا، وإنّما يكون لها تأثيراً كبيراُ في تكوين شخصياتنا. ففي مرحلة المراهقة نمرّ بمشاكل وعيوب عديدة، منها الصراعات الداخليّة، والتي من خلالها يكتشف الإنسان نفسه في أشياء عديدة لأوّل مرّة. ومن هذه المشاكل وعيوب أيضاً المشكلة الدارجة دائماً مشكلة التمرّد ومحاولة التفرّد في الرأي وزيادة العصبيّة، حيث يحاول المراهق أن يفرض رأيه ونفسه في كثير من المواقف التي يتعرّض لها، إضافة للمشاكل وعيوب الجنسيّة التي يتعرّض لها والتي يحاول إيجاد حلول لها أحياناً قد تكون خاطئة بالإستعانة بالأصدقاء.